11 نوفمبر 2025
تسجيلالجميع إلى القمة العربية التي ستعقد في مارس المقبل في تونس ! وأعني بالجميع أن ( بشار الأسد ) قد يكون من ضمن الجموع العربية التي ستكون حاضرة في القمة وسيشغل الأسد مقعد سوريا الذي ظل شاغراً منذ قيام الثورة فيها وتحولها بعد أشهر قليلة من اشتعالها إلى عمليات تصفية ومجازر جماعية لايزال هذا النظام الفاشي يرتكبها ويلقي بمسؤوليتها إلى جماعات مسلحة وقوى المعارضة وأطراف أخرى دخلت من ضمنها دول وأحزاب معادية لنظام بشار الذي احتمى هو الآخر بحكومات قوية مثل روسيا وإيران ساعدتاه على تثبيت حكمه وحماية نظامه حتى هذه اللحظة الذي يبدو أن زواله بات توقعاً وحلماً من الماضي في الوقت الذي قامت بعض الدول الخليجية مثل الإمارات والبحرين على افتتاح سفارتيهما في دمشق في تأكيد منهما على ثوابت العلاقات مع نظام بشار الذي يبدو الأصلح للبقاء على سدة حكم سوريا رغم قتله لنحو مليون ونصف مليون مواطن سوري وتشريده للملايين منهم على الحدود السورية مع لبنان والأردن وتركيا وتهجيره منهم إلى شتى بقاع الأرض وتعرض معظمهم إلى الغرق في محيطات القارة الأوروبية حيث يشغل حلم الهجرة لها حيزاً كبيراً من هؤلاء للهرب من جحيم بشار الذي يبدو أنه لم يعد معترفاً به أمام الحكومات العربية التي باتت تتحدث عن عودة ( مشروعة ) للنظام السوري للدخول من جديد تحت المظلة العربية الكبيرة وتحديداً في الجامعة العربية التي تضم جميع هذه الدول في مجلس تجمعه الهوية وتفرقه الأهواء وقد تبدو القمة العربية المرتقبة في تونس العاصمة في شهر مارس القادم الفرصة السانحة التي يمكن أن نرى فيها الترحيب العربي الحار بعودة سوريا الميمونة إلى الحضن العربي ونرى الالتفاتات والابتسامات ولعل الذي قال سابقاً أن لا مستقبل لسوريا بوجود الأسد هو نفسه من سيمسك الطبلة عند باب قاعة القمة العربية وسيقرعها مرحباً بالابن العاق والغائب وأعني هنا وزير الدولة للشؤون الخارجية، وزير الخارجية السعودي السابق عادل الجبير الذي نذكر كلمته المشهورة في رده على أحد الصحفيين الذي بادره بالسؤال كيف سيكون لهذا المستقبل أن يتحقق بعدم وجود الأسد رئيساً على سوريا ؟! في قوله: ( بتشوف ) ويبدو أننا سنرى فعلاً ما تنبأ له الجبير ضمنياً وهو عودة نظام الأسد ليشغل مقعده الرسمي في الجامعة العربية رغم تنصل المجتمعين في قمة الكويت آنذاك من ضرورة شغل المجلس الانتقالي السوري المعترف به هذا المقعد لكن سرعان ما ظل هذا المقعد شاغراً حتى تطايرت الأخبار من هنا وهناك على ألسنة المحسوبين على النظام من شبيحة الخليج من رؤساء تحرير وإعلاميين وكتّاب أعمدة بارزين على أن رئيس تونس ( السبسي ) سيوجه دعوة إلى بشار الأسد لحضور هذه القمة معلناً أنه سيكون مرحباً به في القمة وأن عودة سوريا الميمونة إلى ( الحظيرة العربية ) هو تأكيد على قوة البنيان العربي الذي لا يفيده تهلهل أحد أركانه بطرد دولة عربية لها ثقلها القومي في المنطقة مثل سوريا ولذا أرجو ألا يستغرب أحد منكم إن رأى بشار ينتقل من حضن رئيس عربي إلى آخر في علامات ترحيب بوجوده في تجاهل فظ وقبيح ووقح لجرائم هذا النظام الإرهابي الذي لم يتوان يوماً في استخدام الكيماوي الحارق والغازات المسمومة والقنابل المميتة والغارات المجنونة على الأبرياء والأطفال والشيوخ والنساء وملاحقة المدنيين في قراهم ومدنهم وبيوتهم بكل أسلحة الموت الذي يمتلكها وتهجيره لملايين اللاجئين الذين هربوا من حتفهم المحزن على يديه إلى حتفهم التعيس على يد البرد والصقيع والجوع والإهمال الدولي لمأساتهم الحقيقية فكل هذا لن يلقى من الجامعة العربية اي اهتمام مادام الواقع يفرض على الجميع الترحيب ببشار من جديد لاسيما وأن واشنطن ماطلت في مواقفها من مجازره ولم ترد فعلياً إزاحته من الحكم إلى جانب تواطؤ الكثير من العرب وانحيازهم لجانبه وهو قد استمد فعلاً قوته من كل هؤلاء ومن مواقع العالم الأوروبي الذي تجاهل هو الآخر مجازره رغم تغنيه بحقوق الإنسان على المنصات العالمية ولكن يبقى موقف ( قطر ) الخليجي العربي المسلم الذي لا يماطل في الحق ولا يهادن، هو الموقف الشريف الذي يجعل الأحرار في العالم يؤمنون بأن هناك من لا يزال يقدم حياة الإنسان وحقوقه على مصالحه كدولة في إعلان الدوحة بأنه لا يمكن تجاهل مجازر النظام السوري وجرائمه على حساب عودة العلاقات معه، وأن قطر تتحفظ تماماً على عودة سوريا لمظلة الجامعة العربية مادامت أسباب طردها قائمة ومستمرة وهو الموقف الذي قد يلقى لها حكومات عربية عدوة لكنها ستكسب ملايين من أفراد الشعوب العربية صديقة لها وكيف لا وهي كعبة المضيوم. فاصلة اخيرة: عودة سوريا مرهونة بـ...... أكملوها بما يخدم مصالحكم !. [email protected]