الصندوق الأسود

يتزايد الإقبال عَلى مشاهدة برنامج الصندوق الأسود، الذي يقدمه عمار تقي عبر تطبيقات صحيفة القبس الكويتية، ويبدو أنه يحاول التوسع ليحتوي أكبر عدد ممكن من الشخصيات المؤثرة في التاريخ الخليجي وربما العربي، فيما يتعلق بالشخصيات التي استضافها حتى الآن، ومعظمها من دولة الكويت، بالإضافة إلى الأمير تركي الفيصل وسعادة الشيخ حمد بن جاسم الذي لا تزال حلقاته تنزل يومياً تباعاً وتستحوذ عَلى نسب مشاهدة عالية، الذي أود توضيحه هنا أنه علينا أن نفرق في طبيعة الثقافة ذاتها بين دول الخليج حتى لا نعقد المقارنات بين هذه الشخصيات بشمولية مخلة أو نفسر الأحداث فيها بشكل لا يرى حقيقة تفاصيل الحياة السياسية في كل بعد عَلى حدة. في الكويت مثلاً طبيعة الثقافة أنطولوجية أي لها وجود ممتد تمثله، التجمعات والتنظيمات والتكتلات السياسية، ولو لاحظنا لوجدنا كل ضيوف البرامج من الكويت لهم انتماءات وجودية لها كل عَلى حدة، فهذا من الإخوان والآخر من السلف، وثالث من اليسار بأشكاله سواء كان ماركسياً أو شيوعياً وهكذا، بينما الضيوف من دول الخليجي الأخرى ينتمون إلى ثقافة ذات وجود "انطيقي" متحصل، ثقافة أفراد ودور وامتلاك وليس وجود، لذلك ستجد ذلك واضحاً من خلال رموزها الذين يستضيفهم البرنامج أو من قد يستضيفهم مستقبلاً. فبالتالي ستكون حصيلة الصندوق الأسود في كل من الجانبين مختلفة ليس فقط في التفاصيل، وهذا طبيعي وإنما في درجة الذاتية، ذاتية انتماء الحقائق والأسرار إلى قائلها نظراً لطبيعة اختلاف الوجود الثقافي في كل بلد عَلى حدة. تعودنا عَلى الشمولية في الأحكام والمقارنات العشوائية دون النظر إلى بنية الثقافة وطبيعة الوجود الثقافي للمثقف، من هنا كانت اهتماماتنا بالقشور ونبحث عن التغير من فوق في حين أن البنى الثقافية التحتية لا تزال كما هي، فكانت النتائج كما نرى، قبيلة تلبس جلباب الدولة، وعائلة تتشح بثوب الحزب وفرد في لباس المخلص المنتظر. [email protected]