09 نوفمبر 2025
تسجيلفي زمان عزت فيه كلمة الحق وباتت نادرة ندرة الذهب في الرمال . في زمان أضحت فيه الحقيقة كسراب نطارده بين كثبان الشك والخداع ، في زمان لبس فيه الباطل ثوب الحق وراح يشوه وجه الحقيقة. في مثل هذا الزمان أضحى الاعلام الصادق واحة خضراء وسط صحراء جرداء ، وبات كل من يقول الحق ويقدم إعلاماً هادفاً كسلم ينبض بالحياة وشهيد حي يمشي بين الأموات . في مثل هذا الزمان كان لزاماً علينا أن نحي أصحاب الاعلام الهادف سواء كان مقروءاً أو مسموعاً أو مرئياً. تحية مباركة عطرة من عند الله تعالى لأولئك الأبطال الذين أناروا بكلماتهم ظلمة الليل العسير. وأخص هنا بالذكر جريدتي الغراء الشرق والتي حرصت منذ نشأتها على تحري الحقيقة ونشر المواد الإعلامية الهادفة سواء كانت علمية أم ثقافية أم دينية أم سياسية، وابتعدت عن كل ماهو مبتذل سواء كانت كلمة أو صورة، واهتمت بكل ماهو نافع لقراء العربية.وهنا أُحب أن أحيي صاحب القلم الذهبي والأسلوب المتميز الأستاذ جابر الحرمي رئيس تحرير الشرق هذا الكاتب العظيم ، والذي التزم الأدب الجم والخلق الرفيع في كتاباته وتحليلاته السياسية ، وحرص على مناقشة قضايا الأمة العربية والإسلامية بحيادية تامة ملتزماً قول الحق ، وواضعاً حلولاً طيبة لكثير من مشاكل المنطقة العربية. وأحيي كذلك الأستاذ عبد المطلب صديق مدير التحرير على ما يبذله من جهد طيب بشرقنا الغراء . وتحية عطرة للكاتب الصحفي والأديب والشاعر الكبير صاحب الحوارات القوية والكتابات الرائعة حسن حاموش سكرتير عام التحرير. وان أنسى فلن أنسى جنود الصحافة الاستاذ مصطفى فتحي والاستاذ احمد حافظ والاستاذ علاء فتحي والاستاذ ناصر الحموي والدكتور كمال عمران والاستاذة صالحة أحمد والاستاذة فوزية علي، الذين يبذلون جهوداً طيبة عاملين على رقي شرقنا الحبيبة، وحريصين على نشر الإعلام الهادف وهنا اذكر بالخير مؤسسي الشرق الغراء الكاتب والصحفي الكبير الاستاذ ناصر العثمان ثم الكاتب والصحفي الكبيرالاستاذ عبد العزيز آل محمود لقد بذل الجميع أفضل مافي وسعهم لتأسيس صرح عملاق بارك الله فيهم جميعا. الكلمة لها قوة جبارة فهي قد تحيي وقد تميت، قد تعالج وقد تُمرض . والكلمات المنشورة عبر الكتب والصحف والمجلات وكل إعلام مقروء قد تنشر معها العلم والثقافة الجادة والقيم العالية والفن الهادف وتحيي أمة بعد مواتها. وقد تعيث في الأرض فساداً فتنشر الجهل والتخلف وتروج للانحرافات الأخلاقية وتشوش في الحقائق والقيم. أما الإعلام المرئي فله تأثير مضاعف عن الإعلام المكتوب سواء بالسلب أو بالإيجاب . هناك برامج تحي أمماً بعد مواتها منها البرامج الدينية والعلمية مثل برامج فضيلة الدكتور عبد الظاهر رحمه الله و د/ مصطفى محمود رحمه الله وفضيلة العلامة الدكتور القرضاوي حفظه الله، تلك البرامج الرائعة والتي تعلمنا منها الكثير ومنها برامج ثقافية هادفة. وإن أنسى فلن أنسى من تلك البرامج التي كانت تقدمها الإعلامية الذكية الرائعة الاستاذة ذهبية جابي هذه الإنسانة المهذبة الرقيقة المحترمة والتي اتسمت بالاخلاق الراقية وقدمت على مدار أكثر من ثلاثين عاماً عددا هائلا من البرامج الثقافية المنوعة والتي كانت تحتوي وجبات عقلية وروحية تناسب كل أفراد الأسرة فهناك فقرات اجتماعية تعالج مشاكل المجتمع وهناك الفقرات الصحية والتي تقدم معلومات طبية وصحية تهم الجميع هذا إضافة إلى الفقرات الترفيهية المنوعة علاوة على ذلك كانت برامجها تشمل حوارات منوعة تأخذ فيها آراء الجمهور وكانت تستضيف في برامجها العديد من العلماء والمفكرين والأطباء وغير ذلك من أصحاب الفكر المتميز والذين كانت تختارهم بعناية فائقة . كنا نتابعها ونحن صغار بالمدارس وعندما كبرنا تابعانها وتابعها معنا أولادنا وقد تشرفت بدعوتها لي في برامجها المتميزة مراراً وتكراراً كنت أشعر معها انني في منزلي، أشعر بالحب والاحترام والاهتمام وكانت تتمتع بذكاء عال تستخدمه في إدارة برنامجها باحترافية شديدة ، وتشجع ضيوفها على التحدث دون ان تقاطعهم كنت أقضي معها وقتاً جميلا بالاستوديو واستمتع بصحبتها وحديثها الشيق وأكثر ما لفت نظري فيها ملابسها المحتشمة الانيقة حفظها الله تعالى وجزاها خيرا على ما قدمته من إعلام هادف وبرامج نافعة أفادت جميع أفراد الاسرة والحقيقة ان هناك القليل من المذيعات العربيات اللاتي يحرصن على تقديم برامج هادفة وفي نفس الوقت يحافظن على حيائهن وحشمتهن اذكر منهن مذيعات قناة الريان ومذيعات برنامج في الضحى. الإعلام بكل أنواعه وسيلة قوية رائعة للنهوض بأمتنا العربية والإسلامية أسأل الله تعالى أن يجزي كل من قدم لنا إعلاماً هادفاً خير الجزاء.