13 نوفمبر 2025

تسجيل

خطاب مفتوح إلى معالي رئيس الوزراء وزير الداخلية

24 يناير 2014

معالي الشيخ عبدالله بن ناصر بن خليفة آل ثاني رئيس الوزراء وزير الداخلية، أكتب إلى معاليكم بعد أن تعذر الوصول لمكتبكم الموقر لكثر مشاغلكم واهتماماتكم الإدارية والأمنية وما في حكمهما، ولأن الصحافة هي الوسيط بن المسؤول والمواطن آثرت أن أكتب لمعاليكم هذه الرسالة الصادرة عن محب للوطن ومحافظ على أمنه وسلامته، وحبا في أن يتناقل الناس كافة في الداخل والخارج ما تقدمة بلادنا وقيادتنا الرشيدة لكل "مضيوم" لقد فتحت بلادنا أبوابها لكل من استجار بها من قهر الزمان وظلم النظام السياسي في معظم أقطارنا العربية. إن بلادنا العزيزة الكريمة معالي رئيس الوزراء تحتضن عددا لا بأس به من الذين جار عليهم الزمان أو ابتعدوا عن ديارهم وموطن نشأتهم قسرا، كانوا في بلادهم أعزاء كرماء تسنم بعضهم مراكز قيادية عليا في أوطانهم، خرجوا من بلادهم مجبرين ليعيشوا بكرامة رافضين البقاء تحت نظام قاهر متجبر ظالم فكانت قطر قبلتهم وكانت قيادتنا السياسية في صدارة المرحبين بهم، أكرمت نزلهم وحافظت على كبريائهم وكرامتهم. كان المواطن القطري لا يحتاج إلى تأشيرات دخول بلادهم، وطالب العلم يجد مكانا في الجامعة والمعهد والمدرسة دون تمييز ودون عناء، وله أن يبقى في تلك الدولة ما شاء بلا منازع كبر سنه أم صغر. صحيح أننا عندما نذهب لتلك الدول لا ننشد العون والمساعدة من الجهات المختصة هناك لأن الله حبانا بخير من عنده وحكومتنا الرشيدة تحقق لنا مطالبنا وتتابع أحوالنا في غربتنا وابتعادنا عن الوطن حتى ولو لقضاء إجازة وخير دليل أن وزارة الخارجية تلاحق المواطن أينما ذهب تزوده بأرقام السفارات والقنصليات القطرية لتسهل على المواطن في غربته الاتصال بالجهات الرسمية عندما يحتاج إلى عون ومساعدة.معالي الشيخ عبدالله بن ناصر آل ثاني رئيس الوزراء وزير الداخلية، ما دفعني إلى كتابة هذا الخطاب عبر وسيلة إعلامية هو التذكير بأنه يوجد قرار/ قانون في وزارتكم الموقرة مؤداه أن كل من تجاوز سن الستين عاما من المقيمين يصعب عليه تجديد إقامته وأنا وغيري من عقلاء هذا البلد العزيز نتفهم أسباب ذلك القرار ودواعيه لكن يا سيدي كما تعلم بأن لكل قاعدة استثناء خاصة لأصحاب الياقة البيضاء. معظم الذين أتحدث عنهم وأقصدهم في هذا المقال الأخوة والأهل الذين جار عليهم الزمان فابتعدوا عن بلادهم قسرا هروبا من ظلم الحاكم وطغيانه يعيش بيننا أخوة يا معالي الوزير من معظم تلك الأقطار كلهم مؤهلون علميا وبعضهم يؤدون أعمالا في معظم دوائر الدولة ومراكز الأبحاث وقد اقتربت أعمارهم من الستين عاما أو تزيد وبدأ ينتابهم القلق على أنفسهم وعلى أسرهم مثل إخواننا من العراق أو سورية أو ليبيا أو حتى الجزائر وموريتانيا فأين يذهبون بعد الستين خريفا من أعمارهم وهم لا يستطيعون العودة إلى أوطانهم لأن الظروف التي أجبرتهم على الخروج ازدادت سوءا، أضف إلى ذلك أن جميع السفارات الأجنبية لا تمنح تأشيرات سفر لأي من هؤلاء الذين ليس على جوازات سفرهم إقامة صالحة لمدة عام على الأقل حتى لو أرادوا الذهاب لأداء مناسك العمرة أو الحج. دولتنا أكرمت مقامهم ومنحتهم تسهيلات وأمنت خوفهم على أنفسهم وعلى أفراد أسرهم. فهل تستثني وزارتكم الموقرة تلك القاعدة التي أشرت إليها أعلاه. آخر القول: نتمنى على الله وعليكم أن تتمموا كرم قيادتنا الحكيمة باستثناء هذه الفئات من هذا القرار، أي قرار صعوبة تجديد الإقامة لمن بلغ الستين عاما من المقيمين، وأن تكرموا مقامهم والحق أن قطر "كعبة المظيوم" التي أسس دعائمها الشيخ قاسم بن محمد رحمه الله ومؤسس دعائم نهضتها الحديثة سمو الأمير الوالد الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني حفظه الله.