15 نوفمبر 2025

تسجيل

إعلامُنا الرياضيُّ مِـنْ زاويَةٍ إنسانيَّـةٍ

23 ديسمبر 2013

كإعلاميين قطريين، والرياضيين منهم خاصة، نُعَـبِّـرُ دوماً عن الشعبِ القطريِّ في ارتباطِـهِ بأبناءِ أُمَّـتَـيهِ العربية والإسلامية في آمالِـهِـم وأفراحِـهِـم وآلامِـهِـم ومآسِـيْـهِـم. وعندما يُوَجِّـهُ سموُّ الأميرِ الـمُفدَّى نحو صَـرْفِ مساعدةٍ ماليةٍ عاجلةٍ لأشقائنا السوريِّـيْـنَ اللاجئينَ في لبنان، فإنَّ ذلك ليس إلا قمةَ الجبلِ الباديةِ للعَيانِ. فسموُّهُ وأبناءُ شعبِـهِ الوفيِّ لا يعنيهما الإعلان عَـمَّا يُقَـدَّمُ لأهلنا في سورية وفلسطين والسودان واليمن وسواها من مساعداتٍ هي جزءٌ من واجبٍ إسلاميٍّ وعربيٍّ وإنسانيٍّ نلتزمُ به جميعاً دون صخبٍ إعلاميٍّ، مما يعكسُ البناءَ الأخلاقيَّ الرفيعَ للإنسانِ القطريِّ، قيادةً وشعباً.يتميَّـزُ إعلامُنا الرياضيُّ، بخروجِـهِ في أحايينَ كثيرةٍ عن إطارِ التحليلِ الفنيِّ للبطولات، ونَقْلِ الأخبارِ الخاصةِ بالفعاليات الرياضية الكبيرة، إلى البُـعْـدِ الإنسانيِّ الأكثرَ رَحابةً، وتقديمِ قطرَ كوطنٍ للإنسانِ. وهو بذلك يُساهمُ في تحقيقِ الأهداف الكبيرةِ لنا في نَـقْـلِـها إلى مَـوضِـعِ التأثيرِ في الحركةِ الرياضيةِ العربيةِ والدوليةِ، وصيرورتها مركزاً مُتقدِّماً للرياضةِ كعلمٍ ومعرفةٍ ونشاطٍ بدنيٍّ، وانطلاقِـها نحو بناءِ ركائزَ سليمةٍ للصناعةِ الرياضيةِ.حديثُنا بلغةِ الرياضةِ وخطابِـها الإنسانيِّ، وهما وسيلتان لا ينتبه بعضُنا لأهميتهما في تغيير الـمفاهيمِ في مجتمعِـنا الشابِّ لنستطيع تحقيق رؤيتنا لبلادنا كمَـنبعٍ رافدٍ للنهضةِ الرياضيةِ، وجَدارَتِـها باحتضانِ البطولات العالميةِ والقاريَّـةِ. والأهم من ذلك كُلِّـه، أننا نعملُ من خلالهما على الحُلولِ في مكانٍ رفيعٍ في قلوبِ أبناءِ شعوبِ أمتنا، مما يدعمُ مواقِـفَـنا على كل الصُّـعُـدِ، فالشعوبُ هي التي تصنعُ الفارقَ، وتدفعُ نحو تَـبَـنِّـي الرؤى السليمة، وتقفُ بصلابةٍ مؤيِّـدةً لكلِّ مَـنْ يَـتَـبَـنَّـى أحلامها وآلامها ولو بكلمةٍ، فكيف بها مع الذين يعملون ما استطاعوا من أجلها؟نتمنى على إعلاميِّـيْنا الرياضيين الدعوةَ لوضْـعِ خططٍ على المستويين العربي والدولي للاهتمامِ بتهيئةِ كوادرَ رياضيةٍ سوريةٍ تستطيعُ السيرَ بالحركةِ الرياضيةِ في سوريا الـمستقبل بفاعليةٍ. وهذا ليس خيالاً أو قفزاً فوق الواقعِ السياسيِّ ولا إغفالاً لواقعِ اللجوءِ الذي يعاني منه أهلنا السوريون، وإنما هو حديثٌ عمليٌّ لابدَّ له من قراراتٍ عربيةٍ يسبقُها ضغطٌ إعلاميٌّ رياضيٌّ في أقطارنا العربية كلها.كلمةٌ أخيرةٌ:الإعلامُ الرياضيُّ هو الـمـؤثِّـرُ الأكبرُ في نفوسِ شبابِ أمتنا، وعلينا استثمارُ جزءٍ منهُ لنشرِ الروحِ الإنسانيةِ في صفوفهم.