06 نوفمبر 2025
تسجيلالعرض القطري "الخيمة" أبهر الجميع ويكفي إشادة كبار رجالات المسرح، وعلى رأسهم المسرحي التونسي الكبير عز الدين المدني وغيرهم، كما أن حضور سعادة السفير ورجالات السفارة وإشادتهم بالعرض دليل على نجاح فرقة قطر المسرحية في تقديم عرض يشعر المتلقي بمكانة المسرح هنا من خلال دعم وزارة الثقافة والفنون والتراث والقائمين على المسرح، وهذا لا شك سيخلق إطاراً للاستمرار في المهرجانات والفعاليات العربية في كل الأرجاء عبر خريطة الوطن العربي والعالم.نعم، لقد تميز المهرجان في هذه الدورة بعدد العروض والذي عبر عن ذلك مدير المهرجان الأسعد الجاموسي. وذكر في كلمته أن عدد العروض قد وصل إلى "422" عرضاً، ولكن هل نجاح المهرجان يقاس بعدد العروض أم الجودة؟ هذا لا يعني أن كل العروض التي قدمت لم تخلق تواصلاً مع المتلقي حتى في ظل المباشرة، ففي مسرحية الماكينة كانت الممثلة "بن لاعج" واحدة من أبرز الممثلات التي شاهدتها في الدورة، قدرة على الأداء والتقمص والخروج من أهاب الشخصية إلى شخصيات عدة واللياقة البدنية، مع قساوة الصالة في مسرح "نجمة الشمال" ودرجة الحرارة التي لا تطاق، إلاّ أن فرقة "كلند ستينو" إلاّ أن العمل عبر الفرقة الخاصة قدمت واحدة من أبرز وأهم العروض، والمضمون العام وإن استحضر الوطن بكل مآسيه، إلاّ أن الفكرة قد ابتعدت عن المباشرة الفجة، هنا سفينة في جزيرة جرداء وهي إسقاط للوطن وما يحدث فيه من معاناة وتخلق مع المتلقي حالة يتأمل من خلالها الأمل بغد أكثر إشراقاً.هذا عرض جميل في مسرح بلا ديكور سوى قدرة المؤدين على إيصال الفكرة مع ضيق المكان نسبياً، إلاّ أن تكاملية الأداء والرؤية الإخراجية والإضاءة والموسيقى قد ساهمت في إيصال المضمون إلى المتلقي. كانت الممثلة أماني بن لاعج وأروى بن إسماعيل ومنير ومكرم وكريم نجوم اللعبة من عروض المهرجان الأخرى.. جلسة سرية من العراق، وهي من التجارب الجديدة في المسرح العراقي وتصدى لإخراجها علي قحطان.وهذا النص يقدم عبر مسارح العالم وبخاصة تجارب الأجيال المختلفة وهذا العمل أكثر أعمال جان بول سارتر تقديماً حول العالم، ولقد حاول فريق العمل إجمالاً استحضار حجم المعاناة التي يعيشها الشعب العراقي في السنوات الأخيرة، مع أن المأساة جزء من حياة الإنسان العراقي منذ الأزل، ولكن هنا صرخة من أجل الغد عبر الحصول على بعض المكتسبات أو الوصول على قدر بسيط من مفهوم الديمقراطية. العرض تميز بروح الشباب وأحلامهم.أخيراً: أقول إن أحلامنا عبر العديد من الفعاليات أحلام مشروعة وجل المحاولات في المهرجانات التي شكلت علاقات ذات يوم يعتمد على الإرث، إرث الماضي. وكل الاجتهادات في صالح الحراك، ويكفي أننا نحاول مع ما يغلف واقعنا المسرحي أن نخطو خطوة للأمام بدلاً من البكاء على اللبن المسكوب.يكفي اللقاء الأخوي والمشاركة في الهموم، هموم المسرح العربي في ظل خفوت صوت هذا الفن الجميل والممتع.