12 نوفمبر 2025

تسجيل

تونس.. تتويج الربيع

23 نوفمبر 2014

أخيرا.. وبعد أكثر من ثلاث سنوات على الإطاحة بنظام الرئيس التونسي السابق زين العابدين بن علي، وإنهاء نظام الحزب الواحد الذي حكم تونس منذ استقلال البلاد عام 1956، يتوج الشعب التونسي ربيعه الناجح بتنظيم أول انتخابات رئاسية ديمقراطية في تاريخ البلاد.ومع انتهاء عملية الاقتراع في الانتخابات الرئاسية التي تنطلق اليوم ويشارك فيها أكثر من 5 ملايين ناخب، لاختيار رئيس جديد للبلاد من بين 22 مرشحا يخوضون السباق للوصول الى قصر قرطاج، تكمل تونس مسارها الانتقالي الذي امتد على مدى أكثر من ثلاث سنوات.ورغم التحديات الكبيرة التي واجهت مسار الثورة في تونس، فإن وعي الشعب وحكمة القادة السياسيين ساهما في العبور بالربيع التونسي من مرحلة الانتقال الى النظام الديمقراطي الكامل الذي يعبر عن الارادة الحقيقية للشعب.في هذا اليوم التاريخي، يحق للشعب التونسي أن يفخر ببداية قطف ثمار ثورته التي تفوقت على نفسها وتخطت كل التوقعات، بعد النكسات التي لازمت مسار بعض ثورات الربيع العربي الاخرى.ما من تجربة تصلح نموذجا لدراسة مسار الربيع في بلاد العرب مثل تونس التي أصبح ربيعها أيقونة في المنطقة.. وهي تجربة تحمل الكثير من العبر والدروس في كيفية التعامل مع التحديات والتعقيدات التي تحيط بفترات الانتقال التي تعقب اندلاع الثورات.كان الدرس الابرز الذي قدمته التجربة التونسية للمنطقة، هو كيفية إعلاء المصلحة العامة على المصالح الذاتية الضيقة، وكذلك أهمية التوافق الوطني في مرحلة الانتقال، بغض النظر عن الأوزان الانتخابية او الثقل السياسي، ذلك ان تونس وضرورة بناء نظامها الديمقراطي كانت عند كل القادة السياسيين أكبر وأعز من المكاسب الحزبية الضيقة او الانتصارات الشخصية الصغيرة.وما يشهده العالم اليوم هو انتصار الارادة الشعبية الحرة في تونس.. وهو انتصار لمبادئ الثورة التي جعلت الكلمة العليا لإرادة الشعب.هنيئا لتونس في عيدها الانتخابي هذا، وهي تضع كل الماضي خلفها وتتطلع بالكثير من الأمل لمستقبلها الواعد بإذن الله