15 نوفمبر 2025

تسجيل

الصوت الخفي

23 نوفمبر 2014

الصوت الخفي..حتى تكتب تاريخك بنفسك وليس أي تاريخ، بل ذاك الذي تفتخر به في حياتك ويفتخر به من حولك بعد مماتك، فلا يجب أن تكون متردداً، فالتاريخ كما علمنا التاريخ نفسه، أن الجريء والمغامر أو العاقل الواعي الذي يستشير ويستخير هم من يصنعون التاريخ، أما غيرهم من المترددين والمتلعثمين والخائفين، فسيكونون أيضاً داخل صفحات التاريخ، لكنهم لا يكتبونها، بل يكتب المؤرخون عنهم ولكن على الهوامش منها. من هنا وبعد هذه المقدمة الموجزة والتي هي في الوقت ذاته خاتمة أو ملخص لموضوع اليوم، لابد أن تدرك وتوقن أنه إذا أردت أن تصنع لنفسك تاريخاً ومجداً ونجاحاً، فلا تنضم أبداً إلى قافلة المترددين، أصحاب الوساوس وعدم الثقة بالنفس والذات.. إن أردت أن تغير ما حولك أو حياتك أو أي عملية تغييرية حياتية، فلا تتردد. هذه خاتمة الموضوع كما أسلفت، وأحببت أن أضعها في المقدمة، على غرار بعض الأفلام السينمائية، ترى النهاية في البداية، ثم تبدأ تعيش الأحداث لتتعرف على التفاصيل التي أوصلتك إلى تلك النهاية.. ولب الموضوع عن صفة قاتلة ومعطلة في الإنسان ومتمثلة في التردد. ما هو هذا التردد؟ إنه يعني بكل وضوح، ذلك الهمس أو الصوت الخافت الخفي الذي يأتيك من أعماقك، يدعوك إلى عدم خوض ما أنت بصدد الخوض فيه والقيام به والمتمثل في تغيير أمر أو عمل ما، فيدعوك ذاك الصوت الهامس الخافت إلى التوقف والتفكر مرات ومرات، ليس بقصد التروي والبحث في أعماقه واستشارة العارفين به، بل لصدك عن الإقدام واتخاذ القرار ، فيبدأ ذاك الصوت يقرأ عليك أوهاماً ومخاوف عدة ويدعوك إلى تخيل صور سلبية بائسة كنتيجة حتمية إن أقدمت على ما أنت تعزم القيام به. إن أنت واصلت الاستماع إلى ذاك الصوت الخافت المثبط، فإنك هاهنا مُعَرَّضٌ لأن تتخذ قراراً بالتوقف وكبح جماح حماستك الأولية. وكلما تباطأت في اتخاذ القرار واستمعت أكثر إلى ذاك الصوت، كنت سبباً في دعم روح التثبيط والقعود بنفسك، بل وتجد نفسك بعد حين من الدهر قصير قد ألغيت قرار التغيير، لتعيش بعدها على الفور صراعاً آخر أسوأ، ربما يطول ويطول، بل وتبدأ أيضاً بفقد زمام التحكم في خيوط العملية التغييرية، وتجد نفسك وقد رجعت إلى المربع الأول أو الخطوة الأولى .. فما العمل إذن؟هذا ما سنتحدث عنه بالغد، إن شاء الله.