11 نوفمبر 2025
تسجيلخرجت الجماهير العربية في عدة دول من شباب محرومين من أبسط الحقوق، فلا وظائف وحرمان من كل مقتضيات الحياة، هذا الشباب الذي أصبح صيدا ثمينا للمتطرفين وتجار الهجرة غير المشروعة والذين يموتون في البحار وبعضهم يعيش بطرق غير قانونية في بلاد الغربة ويعاني الأزمات والتويتر والفيس بوك وتجار المخدرات وأصبح يعيش أزمة بين جهات كثيرة وهؤلاء المواطنون المحرومون من العلاج وأزمات المياه والسكن والخدمات للبنية التحتية، رأوا أن الربيع هو الخلاص فخرجوا وهم يائسون من أوضاع لا يطيقها عقل وكبت بوليسي غير معقول ومآسي أمة وضياع حقوق أمتهم وخسارتها أمام دول العالم لموقعها الحضاري، ولكن ما أن جاء الربيع فإذا بالكثير يفاجأ بأن الشعارات الكبيرة تحولت إلى لوحات جميلة وذكريات، وإذا بالأوضاع الاقتصادية لم تتحسن ولا توجد مشاريع، أضف إلى قضية الأمن واختلاله، فنرى في مصر شركات من بلاطجة أمام البنوك وعصابات تتصيد للعائلات التي يرسل لها أهلها المغتربون حوالات يخرجون عليهم بالسكاكين والمسدسات وقصص ومآس وأعمال تخريب، وفي اليمن عصابات السيارات وتقطع أسلاك الكهرباء والمولدات وكذلك أنابيب الغاز التي تضر بالمواطن أضف إلى جماعات الإرهاب بأبين وصعدة التي تقتل الأبرياء وتشردهم وتتحدى سيادة الدولة، ولا نرى موقفاً وطنياً حاسماً، الأمن هو ورسولنا وديننا وقوانين العالم لا تسمح بالإخلال بالأمن لأنه خط أحمر في الديانات والمبادئ العالمية والقرآن يشدد على المخربين والمفسدين في الأرض، فلماذا هذا الموقف السلبي الذي قد يضر بمصالح ومستقبل الدول والشعوب العربية. لقد ذهبت الأنظمة السابقة ولابد أن تتحمل دول الربيع مسؤوليتها وتمد يدها لكل الفئات في وحدة وطنية ضد الإرهاب والجوع والعمل لبناء تطلعات المستقبل، وكذلك السياسة الخارجية لدول الربيع. شعب سوريا يقتل ويذبح ويعذب على أيدي الحرس الثوري الإيراني أشد مما تعمله إسرائيل. وقادة الربيع يصرون على أنها هي جزء من الحل ولكنها تصفع قادة الربيع بتحريف خطاباتهم في الترجمة ويدعونها لمصر وتصفعهم ثانية بالتمسك بالنظام، والدماء تسيل والظلم في العراق والتصفية العرقية الطائفية لقادة إيران، ودول الربيع العربي في تونس ومصر وغيرها تقف صامتة. لقد قالها السوريون للرئيس محمد مرسي اتق الله في شعب سوريا وقالها أهل اليمن لقادة الإصلاح اتقوا الله الحوثيون والإرهابيون يسفكون دماءنا وإيران تحاربنا، لماذا تحتفظ بعلاقات معها لماذا لا تقاطعها ونتخذ عقوبات حتى تتوقف عن قتل مسلمي سوريا واحتلال العراق وجزرنا الثلاث، وتهدد دول الخليج؟ وهذا ما ننتظره من السيد إسماعيل هنية الذي مازال يراهن على إيران والتي هي ليست ضد إسرائيل إلا بالشعارات، فلماذا يراهن عليها وقد تغيرت مصر وسوريا في الطريق وما الحاجة لها. لماذا يغرد إسماعيل هنية خارج السرب وليتق الله في شعب فلسطين. حتى هؤلاء المتظاهرون ضد الفيلم من رجل غير مسلم ما بالهم لا يغارون على عرض رسول الله صلى الله عليه وسلم في زوجته الطاهرة وفي أصحابه الكرام الذين نقلوا لنا ديننا. على قادة الربيع أن ينظروا لمصالح أمتهم ومستقبلها وألا يراهنوا على الكروت الخاسرة وعليهم أن يهتموا جدياً بشعوبهم ومصالحها ويمدوا أيديهم لغيرهم. وإذا أرادوا النجاح فعليهم بالتحالف الوطني والسعي للوحدة الوطنية وجمع الصفوف وعليهم أن يسارعوا للخطط الاقتصادية ويتخذوا قرارات قوية تدافع عن شرف الأمة ويقودوا الجامعة العربية، وألا يركبوا الجواد الخاسر وكان عليهم أن يتعلموا من الصفعات، فهناك أجندة لا يمكن أن يغيرها التبويس في الخدود والمصافحة لأيدي ملطخة بالدماء وعيون تملؤها الكراهية التاريخية وشعوب تدمي وتهجر وأعراض تنتهك، آن الأوان لقادة الربيع أن يراقبوا ربهم.