12 نوفمبر 2025
تسجيلوقف سمو الأمير تميم بن حمد آل ثاني أمير دولة قطر على منبر الجمعية العامة للأمم المتحدة مخاطبا زعماء العالم في دورة الجمعية العامة الـ71 منبها بالمخاطر التي تحدق بالإنسان، منها التلوث البيئي، والفساد المستشري، على كل الصعد، والحروب، والفقر، والأمية، وتهجير الشعوب من أوطانها قسرا، وطغيان الحكام على الشعوب، وفشل الدول الكبرى، صاحبة حق النقض في مجلس الأمن الدولي، والموكول إليها بحكم الميثاق صيانة السلم والأمن الدوليين. (2) لقد أكد سموه أمام زعماء العالم وممثليه المجتمعين في نيويورك، أن دولة قطر، ستبقى فضاء للحوار البناء والعمل على حل النزاعات بالطرق السلمية، كما أكد، التزم قطر بالتعاون مع جميع الدول المحبة للسلام لمواجهة التحديات المشتركة التي تواجه الإنسانية. إن الأزمات والصراعات الدولية والإقليمية والقُطرية، التي تعج بالعالم اليوم تعود كما ذكر سموه في خطابه آنف الذكر، إلى ضعف النظام القانوني والمؤسسي للمنظمة الدولية، وعجزها في كثير من الحالات، عن تطبيق معايير العدالة والإنصاف في آليات عملها، كما أنحى سموه باللائمة على الدول دائمة العضوية عن عجزها لتحقيق السلام العالمي والسعي من أجل تحقيق مصالح تلك الدول على حساب الشعوب. من يقرأ بين سطور بيان سموه يجد كأنه يقول إن قرارات مجلس الأمن الدولي التي تصدر تحت الفصل السابع من ميثاق المنظمة الدولية لا تطبق إلا إذا كانت لصالح الدول دائمة العضوية أو بعضها، وراح سموه يضرب أمثلة على ذلك: قرارات مجلس الأمن الدولي بشأن اليمن الصادرة تحت الفصل السابع من الميثاق لم تنفذ، بل عُطلت تحت ذرائع وأهية ولا أساس لها، كان بإمكان مجلس الأمن تنفيذ القرار 2216 بشأن اليمن من أجل حقن الدماء البريئة وعودة السلطة الشرعية وقمع العابثين بأمن البلاد والعباد، قرارات مجلس الأمن بشأن الوضع في سورية وليبيا وغير ذلك لم تنفذ بل أدت إلى تنافس أو تناطح بين بعض الدول الكبرى. (3) لقد توقف سموه عند المسألة السورية مفندا تلك المأساة مستدعيا مأساة مدينة داريا التي تعرضت لحرب تجويع، كذلك معظمية الشام ومضايا والزبداني وغيرها من المدن وآخرها حلب التي تتعرض لحرب إبادة من روسيا والنظام السوري وإيران والعصابات الطائفية أنها حرب إبادة بكل أنواع الأسلحة ومنها البراميل المتفجرة التي ترمى من الجو على بيوت وأسواق تعج بالمدنيين، ومن ثم غارات جوية بالصواريخ بعيدة المدى تطلقها روسيا على المدن السورية من البحر الأسود والبحر الأبيض المتوسط. وأخيرا حرب التهجير السكاني، كل ذلك يجري تحت حماية دولة كبرى عضو في مجلس الأمن وقواتها مشاركة في تدمير الشعب السوري والعمل على تهجيره أو إبادته بالسلاح الحربي أو بسلاح التجويع، والحق أن تلك الأعمال الإجرامية الوحشية التي تجري على امتداد الأراضي السورية والعالم يتفرج، وصمة عار في جبين المجتمع الدولي.كأني بسمو الأمير الشيخ تميم بن حمد آل ثاني يريد أن يقول لماذا كل هذه الحروب تبرمج وتعد خططها ويجري تنفيذها على الأرض العربية من موريتانيا غربا إلى سلطنة عمان شرقا؟ العراق استولت عليه إيران بدعم وصمت من قبل الولايات المتحدة الأمريكية، الدولة التي أسقطت النظام الشرعي واحتلت العراق عام 2003، وسلمت مقاليد الأمور لعصابات طائفية مقيتة حاقدة، تهيمن عليها إيران، وتنصّب من تشاء على إدارة العراق واستغلال ثرواته، وتحت ذريعة محاربة الإرهاب تمارس إيران الإرهاب في العراق وسوريا واليمن بأكثر من 54 منظمة شيعية طائفية حاقدة، يقودها سليماني، وأخيرا أعلنت إيران عن تشكيل جيش التحرير الشيعي لتحرير اليمن ودول عربية أخرى من أنظمتها القائمة. الإرهاب ليس وقفا على المسلمين السنة كما تروج إيران ولوبياتها في الغرب، فهناك أحزاب دينية إسرائيلية تمارس الإرهاب على الشعب الفلسطيني، وهناك إرهاب يمين متطرف يشن غاراته على اللاجئين والمهاجرين في الدول الغربية، وإرهاب طائفي شيعي تقوده إيران وتموله وإرهاب بوذي، الإرهاب أيها الناس لا وطن له ولا دين فلا تتهموا المسلمين السنة وحدهم بالإرهاب. نحن ندين كل عمل إرهابي أيا كان مصدره ونوعه ومكان حدوثه، وفي ذات الوقت نرفض أي تهمة للمسلمين السنة أو الإسلام بالإرهاب. إن أول من مارس الإرهاب هم الغربيون، النازية أوروبية مارست الإرهاب، والفاشية أيضا، والشيوعية، والرأسمالية، ألم تمارس النظم الرأسمالية الغربية فرض الحصار الاقتصادي والمقاطعة الاقتصادية على كثير من دول العالم منها مصر الناصرية، والعراق في عهد صدام حسين وكوبا، ألم تجمد الدول الرأسمالية ودائع واستثمارات دول وأفراد من دول معينة لتحقيق مصالح وأهداف خاصة بتلك الدول الرأسمالية، أليست تلك الأعمال نوعا من أنواع الإرهاب. إنه الإرهاب الاقتصادي، إرهاب تجويع الشعوب كما يحدث في سوريا وحصار غزة. (4) الشأن الفلسطيني في خطاب سموه ذكر العالم بأنه مر أكثر من سبعة عقود على احتلال فلسطين من قبل عصابات صهيونية وأخذت تتمدد حتى استولت على كامل التراب الفلسطيني، وأكد سموه بأن الشعب الفلسطيني لن يقهر رغم كل المحن من حصار لغة واقتحامات المدن والقرى الفلسطينية من قبل قطعان المستوطنات، وأنه سيظل يناضل من أجل استعادة حقوقه المشروعة. لقد أشار سموه إلى المبادرات العربية السلمية بشأن القضية الفلسطينية وقد تبنتها المنظمة الدولية إلا أن إسرائيل تقف عائقا لتحقيق السلام في الشرق الأوسط، وأكد سموه بأنه لن يجري تطبيع عربي شامل مع إسرائيل ما لم تستجب لمطالب الشعب الفلسطيني. آخر القول: ليت القادة العرب يوحدون مواقفهم وكلماتهم أمام المجتمع الدولي ويلتزمون بتنفيذ ما يقولون كما تفعل دولة قطر. Top of FormBottom of Form