10 نوفمبر 2025
تسجيلالمهرجانات المسرحية للشباب هي من الفعاليات الأكثر أهمية دائماً بالنسبة لبقية الفعاليات والأحداث الفنية وذلك لما يحمله المسرح الشبابي من عناصر واعدة تشكل رافدا أساسيا للمسرح والدراما على حد سواء وها هو مسرح الشباب يجدد احتفالاته في دولة الكويت محتضنا إبداعات شباب دول مجلس التعاون الخليجي بالعديد من المشاركات التي تتنافس على الأفضلية وقد اجتمع أبناء الخليج في الكويت تحت مظلة المهرجان المسرحي العاشر لشباب دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية أما الأضواء فهي مسلطة على المشاركة القطرية بفريق مسرحية مساء للموت للكاتبة المتميزة باسمة يونس إخراج علي الشرشني ، مساعد مخرج عبدالحميد الشرشني .. والممثلون فهد القرشي وعبدالله الهاجري ومحمد الملا و عبدالله الكواري ومنال الجار الله و أبرار الفضلي وريم الفيصل وقد غادر الوفد الدوحة الأسبوع الماضي برئاسة السيد ناصر الجابري وإدارة السيد سلمان المري أما المسرحية فأجمل ما فيها أن قصتها مستوحاة من التراث الخليجي حيث تدور القصة في أجواء تراثية شعبية تثير حنين الجمهور الى الماضي الجميل بأجوائه وشخوصه وأماكنه التي لازالت مرتبطة بنا وساكنة في ذاكرة أبناء الخليج الذين تجمعهم أصول وتراث وتقاليد لم تندثر على مر الزمان بل زادت تألقا وبروزا وحضورا وما يثبت ذلك هو هذا الحضور المسرحي الرائع والمتجسد في مسرحية مساء للموت هذا العمل الذي يجسد العلاقة بين اثنين من الطبقات الاجتماعية طبقة غنية وأخرى فقيرة لتدخل بينهما قصة الحب التي تجسدت فيها الكثير من المفاهيم والقيم والمبادئ التي حينما اندثرت وماتت حولت الحياة الى موت والفرحة الى حزن والأمل إلى يأس كل ذلك يتجلى في هذا العمل من خلال روايته الممتعة للأحداث وتسلسلها وانتقالاتها البعيدة عن الملل والتكرار لذلك كله أتوقع أن ينال هذا العمل المزيد من الإعجاب والتقدير نظرا لانه نابع من البيئة الخليجية ويسعى لتجسيد التراث الشعبي وفرضه على خشبة المسرح كجزء لا يتجزأ من الرسالة المسرحية خاصة أن هذا العمل قد فاز من قبل في مهرجان المسرح الشبابي الثاني بالدوحة بجائزة أفضل نص مسرحي إضافة الى جائزة افضل ممثل واعد وافضل ممثل دور اول وأفضل ممثلة لذلك كله فإن العمل من وجهة نظري مؤهل لإحراز المزيد من الجوائز في كل مشاركاته ويبقى أن أؤكد على ان المهرجانات المسرحية للشباب إنما هو تكريم لمواهب الشباب وإبداعاتهم في هذا المجال مجال المسرح الذي يعتبره الجميع الموصل الوحيد لرسالة الشباب والأسرع وصولا للمتلقي كما يعتبره الوسط الفني والأدبي رافدا أساسيا يرفد الساحة بقدرات تمثيلية عالية الكفاءة وعناصر إخراجية وأدبية متميزة قد لا ينتبه إليها البعض ولا إلى أهميتها بعد وقد لا يستغلها المهتمون الاستغلال الأمثل ولكن تبقى هي الحاضرة بقوة في المهرجانات عاما بعد عام.