11 نوفمبر 2025
تسجيلللأسف هم غالبية المستخدمين لأجهزة التواصل الحديثة بمختلف أنواعها، ما إن يرد إليهم خبر به الكثير من الافتراء والكذب حتى يسبقوا الريح في نشره وتناقله والمؤسف أن يتسابق أبناء البلد في تصديق ونشر الإشاعات المغرضة التي لا تمس إلا وطنهم ولم يرسلها أو يؤلفها إلا نماذج في الحقد والنفاق مستهدفين القلوب الضعيفة التي تصدق وتنشر وقد انتشرت مؤخرا إشاعات يتضح فيها الكذب وضوح الشمس ورغم ذلك يسارع البعض إلى إعادة الإرسال ويكون بدوره قد أسهم في نشر هذه الأكاذيب، والمؤسف أن أغلبية هؤلاء موقنون بأنها مجرد إشاعة لا أساس لها من الصحة، فلماذا إذن يكونون من الداعمين لها والمساهمين في نشرها بدلا من تجاهلها والوقوف وقفة تثبت للأعداء المغرضين أننا بكل ثقة نرفع رؤوسنا دون أن نهتم لتفاهات ما ينشرون ويقولون ليتأكد كل واحد منكم أنه بمجرد إعادة إرسال تلك الأخبار الكاذبة فهو بذلك يدعم الأكاذيب ويساهم في الترويج لها كل بطريقته، فالإشاعة تنشأ صغيرة جدا ثم مع التداول تكبر وتكبر وتكبر لأن في ترديدها زيادة لانتشارها وكما يقول المثل الروسي: ((الكذبة كرة ثلجية تكبر كلما دحرجتها)). إذا فشبابنا وجميع الفئات العمرية من مستخدمي هذه الأجهزة يحتاجون لدورات تدربهم على التعامل مع الأكاذيب وتزرع بداخلهم الوعي لمواجهة الإشاعات المغرضة والتي تكون مدعومة بالصور مما يجعل تصديقها سهلا وأتمنى من الجهات المعنية دراسة هذا الموضوع وأخذه بعين الاعتبار، فسلسلة مختصرة من المحاضرات التوعوية تكفي، يقول عليه الصلاة والسلام: ((كفى بالمرء كذبا أن يحدث بكل ما سمع))، وانطلاقا من قوله صلى الله عليه وسلم يجب أن نغلق الأبواب عما نسمع من إشاعات وأكاذيب تمس وطننا الحضن الآمن لنا، وتمس قيادة هي الأسمى والأصدق والأحب إلى قلوبنا، وأعتقد أن للإعلام دورا كبيرا في الرد على الشائعات، فنحن نستطيع عبر برامجنا المباشرة والمسجلة إتاحة مساحة للتحدث عن أي إشاعة تنتشر فجأة والرد عليها من خلال لقاءات مع المسؤولين والمعنيين بالأمر سواء في الإذاعة أو الصحافة أو التليفزيون. ففي غياب المعلومة من المصادر الموثوقة يزيد انتشار الشائعة وتزيد نسب تصديقها، فالإعلام يحمل على عاتقه دورا كبيرا ومسؤولية ضخمة في تسليح الناس بالثقافة والوعي وعدم الانسياق وراء أخبار مجهولة المصدر لاسيَّما أن الكثير من التقنيات الآن أصبحت تنافس وسائل الإعلام وتسهل انتقال الخبر حتى لو كان كاذبا كالإيميل والمسنجر وبقية تقنيات التواصل، لذا فعلى وسائل الإعلام أن تستعد لمواجهة هذا الانتشار الكثيف وأن تنشر الوعي بشكل مكثف، فلو رأينا ردا مقابل كل إشاعة ولو رأينا وعيا لدى المستخدمين وإصرارا على عدم دعمها وعدم السماح لها بالانتشار لشاهدنا انخفاض نسبة هذه الشائعات والأخبار الكاذبة ولمسنا إحباطا لدى مؤلفيها ومروجيها، نحن في بلد يسمح لنا بالتعبير عن آرائنا بكل صراحة ويتيح لنا مساحة من الحرية يحسدنا عليها الآخرون، لم نعرف يوما التضليل ولم نعرف يوما الغموض، كنا وسنبقى كالكتاب المفتوح، أخبارنا تأتي للعالم بصدق وفخر، وعطاءاتنا تغمر القريب والبعيد، لذا فنحن لسنا بحاجة لأخبارهم الزائفة المغرضة وإن حاولوا تشويه الصور فلن ينجحوا لأنهم مشوهون بأحقادهم ونفاقهم وذلك يكفي. إذا أتمنى من كل شخص اعتاد على النسخ واللصق والإرسال أن يتوقف ويفكر كم من شخص سيرسلها حين تصله وكم سيساهم في نشر الأكاذيب وكم هو جميل أن يبحث عن حقيقة الخبر من مصادر موثوقة ليرد عليه ويثبت كذبه وزيفه بدلا من تكرار الرسالة وإرسالها لنكون أيها الأحبة يدا واحدة في مواجهة الشائعات لا نتجاهلها فحسب، بل نقتلها في بدايتها بثقتنا وعزمنا وإخلاصنا.