07 نوفمبر 2025

تسجيل

صــح النــوم يــا هــادي !

23 يوليو 2020

لست من الذين ينوحون على اللبن المسكوب لكني أعرف نفسي جيداً وأعلم بأنني قد أبكي قبل أن يسكب اللبن؛ لاعتقادي بأن هذه الدموع المسبقة قد تفيد عوضاً عن ذرفها بعد سكبه!، وليعذرني أهل اليمن الكرام على سياق هذا الوصف على هذه البلاد الجميلة في تشبيهها باللبن وما عنيت غير وصفها بلونه وصفائه واحتفاظه بقوامه المتماسك وليس اللبن المسكوب الذي يفقد معه كل شيء يملكه!. بالأمس استوقفتني مشاهد حية ليمنيين يرفعون العلم الإماراتي بجانب علم الجنوب الذي بدأ يتجه فعليا للانفصال، بينما رأيت آخرين يرفعون العلم السعودي، أما البقية فهم لا يزالون يرفعون علم الوحدة الذي أجهل فعلياً إلى متى سيظل صامداً أمام موجة التغيير القوية القادمة، ولكن ما يجب أن نتفق عليه جميعا أننا (نتفرج) اليوم على ما يجري في اليمن وكأن الأمر لا يعنينا أو كأن هذا البلد يقع في قارة أخرى لا يمكن أن يمس ما يحدث فيه أمننا وحدودنا وأرضنا بل ومنظومتنا الخليجية التي يعتبر اليمن بمثابة بوابتها الجنوبية، والتي هي المهددة اليوم باستباحتها واستحلالها بعد أن تم احتلالها ربما بمساعدة ومباركة بعض دول الخليج التي لم تحسبها جيداً قبل أن تُمكّن الحوثيين من الاستيلاء على أرض اليمن وتمكينهم اليوم من التحكم بها بالخطف والترهيب وقوة ونشر السلاح، ولعلنا ثانية يجب أن نتفق أيضاً بأن هناك مخططاً أمريكياً إسرائيلياً قد تشكل بكل حرفية وخبث لإيقاع اليمن في هذه الهوة السحيقة التي لا يعرف لها قرار بمباركة ومشاركة بلد متمركز في بوابتنا الشرقية المستفيد الأكبر من تقوية شوكة الحوثيين وتفريق الشعب، وبما أننا قد اتفقنا على نقطتين حتى الآن. فإنني اليوم أبرأ إلى الله أن أكون من الذين ساهموا في جريمة احتلال اليمن وتشيعه بل وما نراه اليوم من مشاهد ستحول هذا البلد إلى عراق آخر تنتشر فيه حرب مذاهب وتُشتعل على أرضه نار طائفية لن ننجو منها، لأننا مرتبطون بسلامة وعافية هذا البلد الذي أهملنا ما يجري فيه ليس من الآن فقط، وإنما منذ زمن طويل دخلت اليمن فيه في صراعات كبيرة نخر سوس الفتنة في أركانها وساعدت أياد كثيرة في قلقلة أمنه وأمانه، ومع هذا تنصل كثيرون من مسئوليتهم أمام استقرار اليمن اليوم "خليجيون وعرب ومجتمع دولي كاذب" ساهم هو الآخر فيما يعانيه اليمنيون اليوم طبعاً بمباركة أمريكا التي عاثت في أمن وخصوصية اليمن حتى تمكن الحوثيون من احتلالها ومحاولة التمكن من الحكم الذي لا يزال شكلياً بيد رجل ضعيف الشخصية والمواقف وهو عبد ربه منصور هادي الذي قبل أن يرث تركة مهلهلة الوصال ومنهكة الجانب، ويعتقد أنه المنقذ لأرض بحاجة اليوم أن ترتاح فإذا بها تغرق في وحل الفقر والأمية والخوف والبطالة أكثر فأكثر، ويفقد الأمن من شوارعها، ولا يجد كثيرون قوت يومهم وسط شح في الغذاء والبنزين والدواء، ويتحمل هو الآخر تداعيات المآسي التي يتعرض لها اليمن اليوم. والمصيبة أن أبواقه من رئيس الوزراء معين عبد الملك الذي ترعرع في قطر يمارس اليوم دور الرجل المسؤول الساذج في رمي تهم فشله وفشل رئيسه الخائن على دولة قطر، في أنها تدعم الجانب الحوثي وتزيد من فتن بلاده؛ وكأن قطر التي غادرت تحالف السعودية الفاشل والمدمر الفعلي لليمنيين بعد أن قامت بدورها في حماية جنوب السعودية المستباح اليوم تهتم بما يقال عليها حكومة مرهونة بالكامل في الرياض ولا تمارس أدنى حرياتها ولا كامل واجباتها تجاه بلد تتحمل هي في الدرجة الأولى مسؤولية تفككه وبيعه للسعوديين والإماراتيين، وعوضا عن محاكمة الخونة فيهم يرمون بثقل فشلهم على الدوحة الحريصة كل الحرص على وحدة اليمن وتدعو هذه الحكومة إلى تحمل مسؤولياتها كاملة تجاه شعبها المنهك سياسياً واقتصادياً وإنسانياً. ولذا بات الأمل بقبائل ورجال اليمن في دحر عدوهم وعدونا ومنع المد السرطاني لمحاولة تشيع اليمن التي لم تكن يوماً قوية بحكومتها لكنها أقوى بقبائلها ورجالها أو كما كنت أظن قوية، لأنها يجب أن تكون الآن أقوى من أي لحظة كانت فما يحدث بات أخطر من أن يتخيله شعب اليمن وأكبر مما تستسهله حكومات الخليج؛ التي استهانت بضمان أمن هذه البلاد التي وإن هانت على أكثرنا فقد كان يجب أن ننصر أصولنا التي نفتخر بها فيها. حديث ذو شجون لكنه يحمل رسالة واحدة وهي إن سقطت اليمن فلا أمان بعدها!. ‏@[email protected] ‏@ebtesam777