06 نوفمبر 2025

تسجيل

حزب الله يستعد للغرق في الوحول العراقية

23 يونيو 2014

googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); بعدما وُعد اللبنانيون بصيف مزدهر، وشمّروا عن سواعدهم استعداداً لاستقبال السياح الذين وعدت دولهم وزير الداخلية نهاد المشنوق بأن يعود لبنان مرة جديدة وجهة لهم، تصدّر الأمن المشهد من جديد، وانقلبت الصورة الهادئة إلى متوترة متفجرة.كرة الثلج الأمنية بدأت تدحرجها بكشف صحيفة السفير اللبنانية قبل أيام، ما اعتبرته "مخططاً إرهابياً" لاغتيال رئيس مجلس النواب نبيه بري. تزامن هذا الكشف مع تسريبات تقاطعت في أكثر من وسيلة إعلامية، أشارت إلى أن بعض الخلايا الإرهابية عادت للنشاط، وهي تعتزم العودة لمسلسل التفجيرات بعد فترة هدوء أعقبت سقوط المناطق السورية المتاخمة للحدود اللبنانية بيد النظام السوري وحزب الله. هذه التسريبات انعكست على الأرض باستنفار أمني نفذته الأجهزة الأمنية وحزب الله في مناطق نفوذ الأخير.لم يكد اللبنانيون يستوعبون المستجدات الأمنية الطارئة حتى فاجأهم انفجار ضهر البيدر على الطريق الدولية بين بيروت ومحافظة البقاع. وبينما كانت الأجهزة المختصة تلملم ركام التفجير، كانت الأجهزة الأمنية تنفذ في بيروت حملة مداهمات واسعة لأحد الفنادق أسفرت عن اعتقال عشرات المشتبه بهم، قبل أن يتبين أن جميع الموقوفين ليس لهم علاقة بأي شبهة إرهابية.بعض الخبثاء يؤكدون أن الخضّة الأمنية مفتعلة ولا أصل لها، وأن كل ما في الأمر هو محاولة من حزب الله لتوتير جمهوره وإشعاره باستمرار الخطر الذي تشكله الجماعات التكفيرية عليهم، تمهيداً لإغراقه في وحول الأزمة العراقية، بعدما سبق وأغرقه في وحول الأزمة السورية. خبث النوايا هذا لا يعتمد على سوء النية فقط، بل يستند أيضاً إلى كلام رئيس الوزراء اللبناني تمام سلام الذي أكد خلال زيارته الكويت أن "الوضع الأمني في لبنان مستقر وأن تفجير ضهر البيدر حادثة عابرة". هذا التطمين دعمه قائد الجيش العماد جان قهوجي الذي اعتبر أن "هناك مبالغة والوضع ليس بهذه الخطورة".الخبثاء أنفسهم يُرجعون كل ما يجري إلى كلام نُقل عن أمين عام حزب الله السيد حسن نصر الله نشرت مضمونه الصحف اللبنانية، اعتبر فيه أنه "لولا مشاركة حزب الله في سوريا لوصلت داعش إلى بيروت". غامزاً من أن الحزب لن يسكت إذا تم "الاعتداء على مقدساتنا الدينية في النجف وكربلاء وسامراء".من يدقق في كلام نصر الله – نواصل سوء النوايا - ينتهي إلى نتيجة حتمية هي أن مشاركة حزب الله في المستنقع العراقي إنما هي مسألة وقت. فنصر الله تعمّد التحذير من خطر "داعش" بالتحديد، رغم أنه طوال الفترة الماضية كان يكتفي بالإشارة إلى الجماعات الإرهابية والتكفيرية. لكن تسمية داعش هذه المرة، محاولة لربط ما شهده لبنان من تفجيرات خلال الأشهر الماضية مع ما يجري في العراق، والدور الذي تقوم به داعش هناك. علماً بأن التحقيقات الأمنية والقضائية لم تكشف أي دور لداعش في تفجيرات لبنان، وكل الأدلة كانت توجه إلى كتائب عبدالله عزام وجبهة النصرة.الأمر الآخر الذي اعتمده نصر الله لتحمية جمهوره وتجهيزهم لخطوة المشاركة في حمام الدم العراقي، هو الغمز من زاوية المقدسات الدينية. وهي الذريعة نفسها التي اعتمدها لتسخين جمهوره ودفعه للسكوت عن مشاركة الحزب في القتال في سوريا. يومها، وبعدما أخفقت الذريعة الأولى التي قدمها الحزب بأن دوره في سوريا يهدف لحماية اللبنانيين الذين يعيشون هناك، جاء دور الذريعة الثانية برفع راية حماية مقام السيدة زينب، تحت شعار "لن تُسبى زينب مرتين". قبل أن يدحض ذرائعه بنفسه، ويُعلن "على رأس السطح" أن مشاركة الحزب تهدف لمساندة النظام السوري حامي "ظهر المقاومة"، ومواجهة الجماعات التكفيرية، ودعم محور الممانعة الساعي لتحرير فلسطين (الله أعلم عن أي فلسطين يتحدثون).اللافت في حديث نصر الله تأكيده أن دعوة المرجعيات الدينية الشيعية العراقية لحمل السلاح بوجه من يصفونهم بالإرهابيين ليس القصد منه حماية طائفة بعينها بل حماية العراق بأسره. رغم أن هذا الحرص على المقدسات الدينية وعلى حماية العراق لم نلحظ وجوده خلال الغزو الأمريكي للعراق (!!).بعيداً عن كل المبررات والذرائع، وسواء كانت مقنعة أو واهية، ما يجب أن يلتفت إليه اللبنانيون هو الاستعداد للمرحلة القادمة. فمن الواضح أن قيادة حزب الله أعلنت النفير العام، وما على اللبنانيين إلا أن يضعوا حزام الأمان، استعداداً لخوض مغامرة جديدة قرر الحزب إدخالهم فيها رغماً عن أنوفهم، حكومة وجيشاً وشعباً، مع ما تستتبعه هذه المغامرة من مخاطر أمنية وضغوط اقتصادية ومآزق سياسية لن تستثني أحداً، ثم يطل علينا السيد حسن نصر الله بعد ذلك ليشير إلى أنه لو لم يخض حزب الله هذه المغامرة لوصلت "داعش" إلى غرف نومنا.يا عزيزي.. من يطرق الباب، عليه الاستعداد لسماع الجواب. ومن يحركش بوكر الدبابير يجب أن يتحمل لسعاته.