18 نوفمبر 2025
تسجيلgoogletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); يتداول معظم المنتفعين والمتخمين بملذات السلطة في العراق اليوم، مصطلحا جديدا تتفوه به ألسنتهم في وسائل الإعلام، تحت مسمى "هيبة الدولة"، وتحديدا بعد أن اقتحم المتظاهرون المنطقة "الغبراء" المحصنة، ليكسروا حاجز الخوف، ويحطموا أسوار الظلم الذي شيده الساسة بحواجزهم الخراسانية، ولا نعلم ما المقصود بهذه الهيبة التي يتحدثون عنها؟ وأين كانت هذه الألسن التي تتحدث عن الهيبة عندما تخترق سيادة العراق كل يوم من قبل إيران التي يتجول جنرالاتها في المحافظات العراقية في وضح النهار، ويجتمع سفيرها بوزرائكم ونوابكم وقادة أجهزتكم ويملي شروطه عليهم؟ لِمَ لا تقولون أن هذه الأفعال تمس هيبة الدولة؟ وعندما يقتحم الإيرانيون عنوة ، بحجة زيارة الإمام الحسين "عليه السلام" المنافذ الحدودية بعشرات الآلاف، ويحطمون المكاتب والأجهزة على مرأى السلطات الثلاث ومسمعها، نجدكم لا تحركون ساكنا للدفاع عن هيبة الدولة كما تتكلمون عنها، وعندما تهبط طائرات تُقل الشخصيات الحكومية الأمريكية وقادتها العسكريين دون إشعاركم أو حتى من باب اللياقة أو الدبلوماسية أن تستقبلوهم، لا تذكرون هذه الهيبة، وعندما يرسل السفير الأمريكي بطلب قادة البلد ليمثلوا أمامه مطأطئي الرؤوس، ليملي شروطه عليهم وهم واقفون صاغرين، لا نجد أحدا منكم ، ينبس بكلمة عن هيبة الدولة ووقارها، وعندما أخبرتكم جامعة الدول العربية أن دخول القوات العسكرية التركية أراضيكم، بمثابة الاحتلال، لم تجرؤ ألسنتكم بالتحدث عن هيبة الدولة، وعندما منح ولي دم العراقيين "المالكي" ميناء البكر إلى الكويت، لم نسمع أحدا منكم يطلق عبارة هيبة الدولة.أين كانت هيبة الدولة عندما رفعت المليشيات الإعلام والرايات المختلفة وهم يرددون شعارات، ويتحدثون علنا أنهم لايتلقون أوامرهم من أي مسؤول في الحكومة العراقية، بل يتلقونها من فتاوى السيد الخامنئي؟ أين هذه الهيبة عندما تركتم أعراض النساء العفيفات تستباح والحرائر تباع في سوق النخاسة، لماذا لم يرفع احد منكم صوته دفاعا عن الشرف الرفيع عندما رأيتم الوطن يتمزق بعهر المتآمرين، ويذبح الخلق القويم بعمالة الاغراب المستوطنين، لماذا لم تهتز شواربكم لهيبة دولتكم عندما أصبحت راية الوطن خرقة ممزقة تترنح فوق سارية الأقزام الرخيصة ، فاقدة الوقار والمقام ، لماذا لم تتهافتوا أمام عدسات الكاميرات، وتجبوا العار عن هيبة الدولة عندما أصبحت راية العراق، كثياب الفقراء التي تشتكي من الرقع والشقوق، فتحز في الأنفس والقلوب حالها المقيتة، ما يجعل التمني شافعا لحرقها بالنار حتى لا تبقى طويلاَ في سواحل المهازل!!!! إن الهيبة تتحقق لديكم فقط عندما تنشر إحدى المجلات الأمريكية التي تعنى بالمشاهير أسماء شخصيات سياسية عراقية امتلكت مليارات الدولارات في البنوك إضافة للعقارات المتميزة في عواصم عربية وغربية، والهيبة في قاموسكم أن يعيش من هم أحق بهذه الأموال في الكهوف والجبال والوديان، حفاة عراة بين تقلبات المناخ القاسية بثلوجها وأمطارها ورياحها العاتية، دون مأوى أو رغيف خبز يسد صراخات أطفالهم لشدة جوعهم. وعنفوان الهيبة لديكم أن تشاهدوا عوائل المهجرين والنازحين وهم يتقاطرون امام موائد اللئام، عل أحد منكم تنتفض في وجدانه الغيرة، فيغدق عليهم فضلات ما يتساقط من افواهكم الشرهة التي كانت يوما ما تلعق عظام موائد اسيادكم وولاة أمرهم.لا أريد أن أدخل في خطيئة هؤلاء السياسيين بهذا القول ولم اتجن عليهم بوصفي لهم، ولكن ما نلمسه من حقائق كشفت المستور الذي لم يكن يوما غائبا عن العراقيين الشرفاء الذين ذاقوا مرارة الحياة وبؤسها وشقائها على يد اولئك "الابطال" الذين تصدروا قائمة سراق الوطن.أيها المتباكون على هيبة الدولة، هناك بون شاسع بين العفة والذلة، فالأولى تمنح أصحابها المهابة والإكبار والكرامة والاقتدار، والأخرى تجعل حاشيتها وأربابها في مقام المهانة والوضاعة والاحتقار.