08 نوفمبر 2025
تسجيلسيظل المستقبل يتفلت من قبضة الحاضر وإحكامه حتى يتساءل الناس هل الوجود عبارة عن سلسلة لا تنتهي من المجهول؟. بين الحاضر والمستقبل هناك مسافة تحتاج الى تأويل، وبين الواقع والفكر كذلك مساحة تحتاج تعليلا، جائحة كورونا التي يعيشها العالم مثال واضح على حالة التوتر بين الحاضر والمستقبل تحتاج الى تأويل لكي يستطيع الناس التعامل معها حتى تصبح معلوماً، فهي لا تزال سراً من أسرار المجهول. اذا تصورنا انها مؤامرة فإن نتيجة هذا التأويل ستكون الاستعداد الدفاعي والعسكري، وإذا جرى تأويلها كونها عقوبة إلهية فإن التركيز سيكون إعادة التفكير في ايماننا واسلامنا، أما اذا كان تأويلنا لها ان ثمة فيروسا طرأ عليه نوع من التطور الجيني والطفرة الوراثية فإن على العالم الاستجداء بالمختبرات والطب لايجاد علاج له، المهم ان تتعافى الروح العامة وألا تخاف حتى تصبح قادرة على فهم وادراك هذه الجائحة، وبالتالي تنتج تأويلات متفائلة، لأن التأويلات المتشائمة او السوداوية ستنتج روحاً مريضة تعيق المجتمع من فهم الظاهرة، وبالتالي من قدرته على التخلص منها او ما يسميها "سبينوزا" بالاهواء الحزينة وهي خطرة على تماسك المجتمع وقدرته على التعافي. فعلاج كورونا يبدأ من تأويلها تأويلاً حقيقياً انطلاقاً من الروح العامة للمجتمع، الخط الاول للدفاع عن المجتمع يتمثل في صحته النفسية التي تبعث على روح عامة تنتج تأويلاً واضحاً لهذا الوباء، فعلاج الروح لا يقل اهمية عن علاج الجسد، من كانت روحه متعافية سيتعافى جسده لا محالة، الروح العامة المعافاة يا إخوان هي الخطوة الاولى للتخلص من هذه الجائحة، ورمضان غداً يطل علينا بروحه المتعالية على اهواء الجسد وامراض البدن النفسية، فلنعش رمضان هذا العام بشكل روحاني اكثر تركيزاً من ذي قبل وبروح عالية من التفاؤل كأن لم نفعلها من قبل.