09 نوفمبر 2025
تسجيلمما لا شك فيه ان "كوفيد - 19" اثر سلباً على كل القطاعات في العالم وليس هذا فقط بل اثر ايضاً على كل البشرية. فهناك من ذهبت حياتهم في مواجهة المرض ومنهم من عانى في رحلة العلاج ومنهم من حُجر عليه بعيداً عن أهله وأقاربه وأصدقائه لحماية نفسه وحمايتهم. بعيداً عن سبب نشأة هذا الفيروس والنظريات المتداولة حوله إلا انه اصبح واقعا علينا التعايش معه وقبوله، وكلنا نعي صعوبة تقبل هذا الواقع وهذا التغير وما يصاحبه من خوف إلا اننا نرى الكثير من الدول تميزت بمرونة المعايشة لهذا الواقع وما صاحب هذا من قرارات تشمل على سبيل المثال؛ الحجر الصحي المتنوع لملاءمة الأعمار والاحتياجات، حظر التجول وتشجيع البقاء في المنزل، مزاولة العمل في المنزل، التباعد الاجتماعي وتوفير فرص التعليم المختلفة المتاحة على المواقع الإلكترونية التابعة للعديد من الجامعات المرموقة والمؤسسات التعليمية العالمية، وغيرها من قرارات من شأنها حماية المواطنين والمقيمين وتقليل الآثار الجانبية لهذا التغير المفاجئ على التنظيمات الدولية والممارسات التشغيلية. وقفة تأمل: قد تكون هذه الأيام رغم ثقلها فرصة ليس فقط لاتخاذ قرارات اكثر ليونة وموازنة للتحديات الحالية على مستوى المنظمات والهيئات، ولكن أيضاً هي فرصة على مستوى الأفراد كي يعيدوا ترتيب حياتهم، وأولوياتهم وأهدافهم. فالآن قد توفر للجميع المزيد من الوقت، هذا الوقت الذي كان بالسابق حجة عدم وصولنا لأهدافنا، حجة عدم تسجيلنا في الورش التي طالما رأينا اننا نحتاجها وهو الحجة ايضا في عدم جلوسنا في المنزل وقتا اكبر مع اهلنا. الآن وقد توفر لنا "الوقت" هذا العنصر الصعب في تركيبة حياتنا، ألا يعني ذلك انه يجدر بنا تحقيق ما كنا نؤجله إلى لحظة حصولنا عليه؟! انه الآن بين أيدينا، فلنعمل على خلق خطط ذاتية اكثر مرونة ايضا لمعايشة هذا الواقع ونحقق من خلالها أحلامنا وأهدافنا المؤجلة، لنستغل هذا الوقت لنحدث تغيرًا إيجابيًا في ذواتنا وحياتناً. قال أنايس نين: ان الثقة بالنفس معركة ضد كل مضاعفات الهزيمة. قد يبدو الوضع الآن شاحباً بعض الشيء وتجد نفسك مهزوماً أمام المشاعر السلبية التي بلا شك تراود الكثير منا، ولكن تذكر ان إيمانك بالله وايمانك بأن لما يحدث أسبابا قد نجهلها الآن، وبنفسك وبأنك قادر على مواجهة هذا التغير والمشاعر السلبية المصاحبة لها ستتمكن من النظر إلى الواقع الحالي بنظرة اكثر قبولاً او اكثر ايجابية. أستودعكم الله؛ ينشر البعض متهكماً رسائل تشكو الملل والانزعاج من البقاء في المنزل، وينسى ما في الوضع الحالي من نعم واهمها الصحة، المنزل الآمن، لفيف الأهل والأمان الذي نحظى به في دولتنا، لنستشعر هذه النعم فالفيروس كفيل بأن يخبرنا بأن الواقع قابل للتغير في أي لحظة، والنعم قابلة للزوال. (١٨) النحل (وَمَا بِكُمْ مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنَ اللَّهِ ثُمَّ إِذَا مَسَّكُمُ الضُّرُّ فَإِلَيْهِ تَجْأَرُونَ). [email protected]