11 نوفمبر 2025
تسجيلgoogletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); نال الجار نصيب الأسد من نسيج الوصايا الاجتماعية، وله موقع مهم في التركيب الديموغرافي للمجتمع، فجداره يقارع ويعانق جدارك، وأذنه تسمع صراخ أهلك وحوارك، وأنفه يشم رائحة طعامك، وربما هو أقرب إليك من أقربائك وإخوتك.تراه كل يوم أمامك، تصبح عليه أول النهار، وتمسيه في آخره، وربما يكون شبحه آخر من تراه قبل دخولك النوم، وهو أول من يسمع ندائك، خاصة عند طلب العون والغوث، دائمًا تتذكر أسماء أبنائه وتنسى أسماء أقربائك، وتعرف أوصافهم دون أهلك.والمشرع الإسلامي حرص على الجار حتى أصبح وصية السماء، وجعل حقوقه أحد أهم القضايا في دستور المجتمع الإسلامي المتكافل، فلن ننسى قول المعلم الأول للتربية الاجتماعية الإنسانية النبي محمد "صلى الله عليه وآله وصحبه الكرام": ما زال جبريل يوصيني بالجار، حتى ظننت إنه سيورثه، ولن ننسى قصته مع جاره اليهودي.يحكى في المأثور، أن أحد الصالحين يغدو كل يوم خلف بيته قبل ذهابه إلى عمله، مخفيًا شيئا صغيرًا داخل ردائه، ودون علم أحد. وفي يوم ما تعقبته جاريته بأمر من زوجته كي تعرف ماذا يصنع، فعادت الخادمة تخبر سيدتها: لقد رأيت سيدي يكسر فتات الخبز على الأرض خلف البيت وهو يبكي متمتمًا، وعندما عاد من عمله سألته زوجته فقال: إن الشتاء مقبل وبيت النمل جار لنا، فأردت إعطاءهم مما أعطانا الله كي يحفظوه قوتًا للبرد، فقالت: كيف أهاب جيش نبي الله سليمان عليه السلام أن يدوس النمل وهو يبتسم لقولها! وأنت تعطي النمل من قوتك وأنت تبكي!إن حق الجار عظيم كطوق العقـد في أعناقنا، وإن كل من جاورك، تنطبق عليه حقوق الجوار، ولو كان حيوانًا! وإن تحترم الأمم الكبيرة الأمم الأصغر منها، واحترام حضارتها وتقاليدها. لقد أعطى هذا الحكيم جاره البهيمة من قوته الذي يأكله، فما بالك وقولك بجارك الإنسان، بغض النظر عن دينه وجنسه وفكره، فتأمين حقوق الجار واجب علينا خاصة في المحن والمصائب، كالأيتام والمساكين، ورسالة لنا أن نفعل كالنمل، وهي بوضع خطة اقتصادية لحاضرنا ولمستقبلنا ولتأمين أجيالنا القادمة.