15 نوفمبر 2025

تسجيل

راضي عن مديرك؟

23 أبريل 2012

فرق مذهل بين مدير ومدير، بين مسؤول وآخر، هناك مسؤول يحث على الإبداع والتميز، وهناك مسؤول إذا ما شم رائحة إبداع أحدهم كسر مجاديفه، وحاصره، وأعضله عن أي تقدم، وقزم خططه وحد من قيمتها خوفاً من أن يؤهله ذكاؤه وتميزه ليحتل الكرسي الذي يجلس عليه! وما سمى المدير مديراً إلا لأنه يدير العمل بحنكته واقتداره ليسير العمل إلى الأمام وليس الخلف، ولعل العلاقة الأبدية بين الموظف والمدير وما يشوبها من توترات، وقهر أحيانا هي المؤثر الأول في حياة الموظف كإنسان وعلى مستوى صحته، ولا أعجب عندما أقرأ وفقا لاحصائية غربية أن معظم أمراض القلب، والضغط مردها إلى التوترات النفسية التي يعانيها الموظفون من رؤسائهم الذين (يتحلون) بالفظاظة والشدة، وسوء المعاملة! ولأننا في الشرق لا نهتم بمشاعر الموظف الإنسان ولا أوجاعه، ولا الحالة التي يجب أن يكون عليها لكي يكون منتجاً، لا نلقي بالاً للحالة النفسية تحديداً في حين نرى أن المؤسسات الغربية تولي اهتماما بالغا بالصحة النفسية وتعين في كل مؤسسة طبيباً نفسياً تكون مهمته الاستماع الواعي إلى أوجاع الموظفين كانوا صغارا أو علت مناصبهم، ورفع تقرير بها إلى أعلى الهرم الوظيفي لاتخاذ اللازم. وكثيراً ما يكون هذا (اللازم) إقصاء المسؤول الذي تسبب في دخول الموظفين في حالات نفسية كارهة لجو العمل ومتضررة من الاستمرار فيه بإساءة المعاملة أو الظلم الإداري، أو القهر الوظيفي، أو تضييع حقوق الموظف وحجبها عنه، أو غياب قانون الثواب والعقاب! في الغرب يعتقدون أن المسؤول الذي يدخل موظفيه في أوجاع نفسية مسؤول عن ضياع العمل، وتأخر الإنتاجية، وإضاعة كل الطموحات والأحلام المرجوة لاعتقادهم الجازم بأن موظفا يعاني لا يمكن أن يكون منتجاً. مؤسسات كثيرة ينقصها حسن التعامل بين الرئيس والمرؤوس، وتفتقر إلى العلاقة الودودة بين المدير وموظفيه، بعض المسؤولين يتصور أن (البرج العاجي) هو مكتب المدير الذي يجب عليه ألا يبرحه وعليه أن يتمترس خلف (لاءات) لا يتنازل عنها، لا تباسط مع الموظفين لأنه يسقط الهيبة! لا تبتسم، نشف وجهك يحترموك! لا تعطهم عينا "ترى بيتجرؤون عليك"! لا خطابات شكر مهما كان الإبداع ليكبر راسهم! لا امتياز إلا بطلوع الروح كفاية جيد أو جيد جدا لأن الامتياز له استحقاقاته دير بالك! وفي ظل هذه اللاءات يرتبك العمل، فلا حوار، ولا تقدير، ولا ود، اللهم إلا كل يوم تعميم مطلوب من الموظف، ومطلوب من الموظف، البعض مغرم بالتعاميم ومطالعة توقيعه الجميل (يلعلع) على الورق!! ومع كل ما يؤلم الموظف من مدير غابت عنه مسؤوليات الإدارة التي هي في المقام الأول فن، لا يمكن أن نغمط حق المدير الإنسان الذي لا يحرم جو العمل من التواد والرحمة، ينحى الكبر، والتعالي، (ويا أرض إنهدي ما عليكي أدي) وساطور التهديد بقطع العيش والتفنيش ليقترب من محيطه العملي بإنسانية تحسب له، لا يمكن أن ينسى الموظف عواطف مديره النبيلة وقد عاده وهو مريض، أو عزاه في فقد حبيب، أو واساه في محنة، أو ساعده لتجاوز كربة، أو قبل عذر تقصيره في عمله وقد مر بظروف عصيبة من مرض أو خلافه. يختلف الأمر بين مدير وآخر فهذا متعصب لرأيه وان كان يهدم العمل بضيق أفقه، وآخر يحاور، ويناقش، ويتشاور، ويأخذ بالرأي الأصلح وإن لم يكن هو مصدره لا غضاضة عنده، هذا مدير لا تخرج من مكتبه إلا الإنذارات والصوت العالي (وشرشحة) عباد الله الموظفين، وآخر يشجع المبتكر، ويثني على المجد، ويثيب المتألق، ويفخر بصاحب الإنجاز، ويشكر المحتمل الصبور الشغول، هذا مدير يؤمن بأنه لولا وجوده خلف مكتبه الفخيم ما كانت المؤسسة إلا نسياً منسياً ويتصرف بعجرفة مستمدة من هذه القناعة، وهناك مدير يؤمن بأنه لولا تعاون موظفيه معه وإحساسه بأنهم جميعا كفريق الكرة فلن يحرز هدفاً أبداً (فأنا) لا تصلح للعمل الجماعي لأنها فردية بل مغرقة في الذاتية! هناك مدير متحفظ في اختلاطه مع موظفيه لتأمين الهيبة، والآخر يفر من برجه البارد ليكون مع موظفيه في رحلات جماعية تكسر ضغوط العمل وتقرب الجميع من بعض، بعضهم يلعب مع موظفيه كرة قدم (ويغلبوه) وبعضهم يشارك موظفيه الإعداد لرحلة صيد، يحدث هذا بكل الود، والاحترام وحفظ الألقاب والمقامات في أخوة نبيلة تشي بدواخل نبيلة، مديرون كثيرون يحظون بحب موظفيهم لإنصافهم إياهم بعد طول غبن فهذا مدير علم أن بعض موظفيه حرموا مما يحصل عليه زملاؤهم كبدل السيارة، والتأمين الصحي وحساب الإجازات فسارع لتصحيح الوضع لتعود الاستحقاقات لأصحابها بأثر رجعي، لم يقل مافات خلاص انتهى ولم أكن مسؤولا عنه، بل اعاده في وقفة حق. ولا شك أن مديرا كهذا سيحظى بحب موظفيه، وتفانيهم واخلاصهم وحرصهم على جودة العمل، بل والابداع فيه، دائما سيظل هناك عمل، وهناك موظف، ومسؤول، ودائما يزرع المدير المسؤول ويجني حتما ما زرع، وسيظل الأجمل من أجل عمل أجمل أن يؤمن كل مدير أو مسؤول بأنه مايسترو النغمة الجميلة، ومدرب الفريق المتميز الفائز، وزارع شتلات الأشجار التي ستصبح غداً أشجاراً وارفة باسقة مثمرة، وراعي العمل الأمين الذي يجب أن يسلمه أفضل ألف مرة مما تسلمه. طبقات فوق الهمس * بمناسبة المديرين لاحظت على صدر الشرق تكريما من سعادة وزير التربية والتعليم لمجموعة من المنتسبين للعملية التعليمية ومنهم الكاتب الأستاذ درع معجب الدوسري وفوجئت كالكثيرين بعد أيام من التكريم بمطالبة كثيرين بعودة الأستاذ درع مديرا لمدرسة قطر التجارية، وجال في خاطري سؤال كيف يمحى تكريم اليوم ويتبع بإقصاء عن مكانه كمدير للمدرسة التجارية رغم كل الذين توجهوا للجريدة طالبين عودة المدير إلى مدرسته مع شهاداتهم بأنه تربوي وإداري ناجح؟ مجرد سؤال للقطة متضادة لفتت نظري! * لاحظت تعبيرات الشكر من رابطة السيدات المصريات التي أقامت مهرجان (إيد واحدة) بأبراج إزدان في إطار مساعدة الأسر المتعففة في مصر (للخطوط الجوية القطرية) التي ساهمت مع شركات (ابهار) و(الملكة للأسنان) في دعم ورعاية المهرجان، وهذه مناسبة أن أوجه كل التقدير والامتنان أيضا للخطوط الجوية القطرية التي ساعدت منذ يومين بإرسال شحنات ملابس دون أي رسوم. شكراً لكل ما تقوم به "القطرية" من جهود إنسانية وشكراً للسيد إيهاب عبدالفتاح المدير الإقليمي لتسهيل إرسال هذه المساعدات من أيادي الخير لمصريين وقطريين بارك الله فيهم.