18 نوفمبر 2025

تسجيل

هؤلاء هم الكبار..فتأمل

23 مارس 2015

إذا كُتبَ عن الكبار فهم كبار في أقوالهم وأفعالهم وأخلاقهم وقيمهم وقيادتهم للأمة، بل كبار قبل كل هذا بإيمانهم وتمسكهم بدينهم فهماً وإخلاصاً وجهاداً وتضحية وثباتاً وتجرداً وأخوة وثقة بربهم، وعطاءً لا يتوقف لهذا الدين، فحملوا العقيدة الصادقة من نبعها الصافي والعبادة الصحيحة من معينها، وعلموا حق العلم أن الإسلام خلق وقوة، ورحمة وعدالة، وجهاد ودعوة بالتي هي أحسن وأقوم، ولم يعرفوا التجزئة أو التبعيض لهذا الدين الخالد، فكانت لهم النجاحات والإنجازات والتميز والتفوق بدون تكلف أو تصنّع أو مثالية. فإذا لم نتأسى بهؤلاء الكبار فبمن نتأسى ونقتدي! فلنكن في قافلة هؤلاء الكرام.فالخليفة الراشد أبو بكر الصديق رضي الله خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فترة خلافته قصيرة، لكنها حاسمة في تاريخ الإسلام، إصراره على محاربة المرتدين، ودك صروح الشرك، وتحطيم قصور كسرى وقيصر، وتعهد بحفظ كتاب الله بجمعه والعناية به. وانفرد الخليفة الراشد شهيد المحراب أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه وقدم للأمة بل وللإنسانية الكثير والجديد من إنجازات حضارية وإدارية واقتصادية وتنموية لم تعهدها البشرية بهذا المستوى، وله رضي الله عنه من الفتوحات للبلدان من بلاد الشام والعراق وفارس ومصر وأذربيجان ونهاوند وغيرها الكثير. والخليفة الراشد شهيد القرآن عثمان بن عفان رضي الله عنه كتابته للقرآن الكريم الذي كان قد بدأ بجمعه في عهد الخليفة الراشد أبي بكر الصديق رضي الله عنه ثم نسخه وإرساله للأمصار، وتمت فتوحات عظيمة وامتدت رقعة العالم الإسلامي، وهو رضي الله عنه أول من أمر بتشييد دار لصناعة السفن، وأنشأ كذلك أول أسطول إسلامي لحماية الشواطئ الإسلامية. والخليفة الراشد الشهيد علي بن أبي طالب رضي الله عنه أثناء خلافته الراشدة حرص فيها على وحدة الصف، ورأب الصدع، كان رضي الله عنه شديد الإيمان بالله، ثابت العزيمة قويا في المحن، فهو رجل يحبه الله ورسوله، من كتّاب الوحي، وأحد سفراء النبي صلى الله عليه وسلم يحملون الرسائل ويدعون للإسلام، غزير العلم، وكان زاهداً ورعاً شجاعاً، ومن كبار الأبطال والخطباء والفصحاء والعلماء بالقضاء والفتيا. ومعاوية بن أبي سفيان رضي الله عنهما، وسعد بن أبي وقاص رضي الله عنه، وخالد بن الوليد رضي الله عنه، وعقبة بن نافع رضي الله عنه والخليفة الراشد عمر بن عبدالعزيز رحمه الله، والأئمة الأربعة رحمهم الله، وشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله، وصلاح الدين الأيوبي رحمه الله، ومحمد الفاتح رحمه الله، وكذلك القادة الفاتحون، والعلماء والمجددون والدعاة رحمهم الله...، هؤلاء وغيرهم هم القمم الشامخة أصحاب الهمم العالية والنفوس الأبية التي كانت دائماً في خدمة الإسلام والدعوة إليه والدفاع عن قضاياه، ولم يلتفتوا إلى أنفسهم ولا إلى مصالحهم الشخصية. فعن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه، عن النبي — صلى الله عليه وسلم — قال: " خير الناس قرني، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم... ". فنقرأ سير وحياة هؤلاء الكبار رضي الله عنهم وغيرهم، ليس للمتعة والتصفيق وبترنيم الكلمات كما يفعل البعض عند سماع سيرهم، وإنما للعمل والتطبيق والممارسة، ولنتعلم منها الكثير في إقامة العدل والإحسان في المجتمعات بل والإنسانية. فتأمل وتوقف عند سيرهم رحمهم الله وخذ منهم لحياتك الكثير " أُوْلَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ"." ومضة "من أراد أن يزيل هؤلاء الكبار من المناهج الدراسية أو من حياة أبناء الأمة أو من التاريخ، أو يتطاول عليهم أو يشوه تاريخهم، نقول له مهما أوتيت من قوة ومهما كانت عندك من رويبضة، وما أكثرهم لن تستطيع، لأنّ هؤلاء كبار وقمم سطر التاريخ أسماءهم وأعمالهم وأخلاقهم، وذكرهم ماضٍ إلى يوم القيامة، أما أنت وغيرك وأمثالك حثالة ومتاع ساقط لا قيمة له ولا ذكر.