12 نوفمبر 2025
تسجيلشرق السودان بولاياته الثلاث يشهد حراكاً لا مثيل له في بقية ولايات السودان الأخرى..فمؤتمر الشرق الدولي الذي انعقد من قبل لمعالجة قضاياه زائداً حركة الدولة وفوق ذلك حركة حكومات تلك الولايات حولت الحياة هناك رأساً على عقب، فالشرق ليس هو شرق حكومة الإنقاذ وليس أحد إفرازات سياساته وإنما هو كان في أكبر هامش منذ أن قرر الاستعمار تأديب تلك القوى التي قاومته وأعاقت تقدمه ولقنته دروساً في القتال والدفاع عن النفس.. والبطولة والوطنية على أعلى درجاتها.. فعثمان دقنه البطل ومعه مقاتلو الشرق.. ورغم أن تاريخ تلك المعارك لم يكتب بعد بالصورة الصحيحة كما وقعت.. إلا أنه صار الرمز الذي يشار إليه كلما جاء ذكر الوطن والوطنية قائداً فذاً من قادة الثورة المهدية في شرقنا الحبيب بل وأسطورة في مواجهة جيش مدجج بأحدث الأسلحة ويضم محاربين من عدد من دول أوروبا خاضوا معارك كثيرة وتراكمت لديهم الخبرات في مواجهة ثورات الشعوب ضد المستعمرين في ذلك الوقت.. وبذات المستوى من القوة والصلابة والتصميم تمضي أحدى ولايات الشرق الثلاثة وبخطى ثابتة لتأهيل بنياتها التحتية ولخلق بيئة جيدة صحيحة ليعيش مواطن تلك الولاية من أهل الشرق مطمئناً سعيداً فرحاً بثورة تنموية وانقلاب في حياته العامة.. وعاصمة الولاية بورتسودان لم تستأثر بكل الكيكة لوحدها باعتبارها الأقرب إلى دوائر القرار وإنما فازت مناطق الولاية المختلفة سنكات، هيا، جبيت، اركويت، سواكن، مجد قول، جبيت المعادن من نفحات التنمية التي تمثلت في استهداف الإنسان في الأساس..إنسان الشرق الذي كان معزولاً وتائهاً وسط تلك الجبال لا يجد الغذاء.. ولا يجد الأمان، ولا يجد التعليم ولا يجد الرعاية ولا يجد التنمية.. جميع مناطق الولاية تشهد ثورة تنموية سوف تقلب الصورة الذهنية لأن تلك الولاية ولأهل السودان، فميناء بورتسودان صارت مؤهلة لاستقبال ووداع السفن بتجديد الآليات وتحديثها وفصل ميناء الحاويات.. هناك ميناء بشائر لتصدير البترول وهناك ميناء سواكن لسفر الحجاج ويجري تأهيلها لمزيد من الكفاءة وتعدد الأغراض وهنا يصعب على أن أتجاوز الميناء الجنوبية لصوامع الغلال وميناء الحاويات، الطريق إلى حلايب صار ميسراً بعد أن تمت سفلتته.. المواطنون في أوساط الجبال تم تجميعهم في قرى حديثة تتمتع بكل الخدمات الضرورية، المنازل المشيدة بأحدث الطراز والمدارس للبنين والبنات، المستشفيات، مراكز الشرطة مراكز تنمية المرأة والشباب، كل هذه الإنجازات شهدناها بأعيننا ولم تنقل إلينا كصورة أو محاضرات سياسية.. وعندما يتحقق الرضا للمواطن من قياداته الإدارية والسياسية يصبح بالإمكان أن تسمع الهتافات بالإشادة لتلك القيادات فقد سمعنا بإستاد بورتسودان في الليلة الختامية لمهرجان التسوق والسياحة كل الأستاذ يهتف بعبارة(إيلا حديد) وهذا يعبر عن قمة القبول والرضا لعمل القائد يصدر عن مواطنين من مختلف المستويات.. جاؤوا برضاهم إلى الأستاذ للتعبير عما يشعرون به فهنيئاً لحكومة البحر الأحمر التي تمكنت وخلال فترة وجيزة أن تحقق هذا الانقلاب الكبير أو لنقل تلك الثورة العظيمة في شرقنا الحبيب.. ثغر السودان.. لا استطيع أن أتصور كيف يكون الحال إذا لم تكن هناك طرق مسفلته تربط مناطق الولاية بعضها ببعض رغم السنوات التي عشتها في مدينة بورتسودان.. فالمسافات بعيدة والطرق كانت وعرة..ولكننا سافرنا إلى ممدقول في سهولة ويسر ووجدنا أهل من طاهر يستقبلوننا بالبشر والترحاب.. وشاهدنا القرية النموذجية بمرافقها المختلفة ابتداء من المسجد والمدارس والمستشفى ومراكز الشباب والمرأة..والمياه والكهرباء.. حقيقة لا استطيع عبر هذه المساحة أن أعدد ما شهدناه من مظاهر النهضة والخروج بالمواطن الشرقي من براثن الفقر والمرض والجهل وللمواطنين ألف حق إذا هتفوا للوالي ووصفوه بالحديد الصلب المستخرج من جبال جبيت المعادن.