06 نوفمبر 2025
تسجيل* هدأت الأصوات وصمتت الحوارات باختلاف اللهجات، وانطفأت الأنوار وأغلقت الأبواب، وغادرت الجماهير، وغاب ضجيج هتافاتهم وتنافسهم، وعادت حركة عجلة الأيام لحركتها المعتادة الهادئة، بعد تدريبات وصراع وجري وتنافس في مستطيل الملاعب.. فازت الأرجنتين لتتوج بجميل التتويج، ويرتدي قائدها بشت التكريم العربي تعبيرا عن أهمية التتويج والحدث وجميل وجزيل قيادة الدولة المنظمة المستضيفة للحدث.. لتكون من يفرح ويغادر أخيرا.. ونشاركها نحن هنا في قطر في هذا الفرح والتتويج.. * لنفرح ونعلن للعالم لمن كان معنا، أو أولئك من كانوا للحظة ضدنا.. أو من استمروا بشن حروب أقلامهم وإعلامهم حتى مع انتهاء الحدث، لنعلن ونتوج أمام ملايين البشر بأننا فزنا بأجمل استضافة، وأصدق كرم، وأنبل أخلاق. * فزنا بأننا سعينا للعمل بكل صدق وإخلاص، نحو هدف مشترك وتحقيق هدف واحد تتجه إليه الإرادة الكلية للدولة ومواطنيها ومقيميها، وتتجه إليه القلوب والأرواح، وتعمل عليه كافة الجهود… كل من موقعه وعمله وتعامله وأخلاقه.. * ماذا بعد انتهاء الحدث الأكبر الذي أبهر بأدق تفاصيله من كان قريبا منا أو من كان في أقصى نقطة من حدودنا.. وبعد طي غلاف سجل البطولة.. ماذا بعدها؟ وماذا ننتظر؟ وما هي التغذية العكسية؟، وكيف يمكن تسخير عناصر النجاح لتعزيزها وتعميمها والعمل بها؟ * كيف تكون الرقابة اللاحقة على كل ما تم إنفاقه، وما خصص له من ميزانية في أعمال وخطط ومشاريع، وما كان من تنظيم وما تم العمل به، ومدى الالتزام بتنفيذه؟ وكيفية رقابة شاملة للمصروفات وما تم إنجازه والأداء.. * لا تخلو صورة النجاح الشاملة لعناصر الإدارة من تخطيط وتنظيم وتنفيذ من وجود بعض الهفوات، والأخطاء وأشكال الفساد.. التي تتطلب خبرة العين المدققة الفاحصة «الرقابة»، الرقابة الحقيقية الشاملة لأمور ومهام تم تنفيذها.. * خلال الأحداث الكبرى، والاحتفاليات والمؤتمرات؛ تتطلب أوقات كثيرة قرارات استثنائية وصفة الاستعجال، والمصلحة العامة، بتمرير كثير من الأمور، وتوقيع عقود وما يرافقها من أمور تغييرية واتفاقيات مباشرة.. ولمتطلبات المصلحة العامة تتم وتنجز ولا يكون تعطيلا لها.. * ولا يعني ذلك التغاضي عن مسببات ومبررات صفة الاستعجال، فالجهات المعنية بذلك في مهامها واختصاصاتها تحتاج استنفار جهودها لممارسة مهام اختصاصها الوظيفي في التدقيق والرقابة حفظا للمال العام سواء من سوء فهم القوانين واللوائح مما يؤدي إلى سوء استعمال المال العام.. أو سوء وخطأ في التطبيق.. * بطولة كأس العالم.. إن تحدثت وسائل إعلام العالم وكتبت صحفهم عن أرقام التكلفة والصرف والإنفاق.. فهي دون شك استغلت لخدمة وطن ومواطن ومقيم وزائر ولأجيال قادمة، وتحقيق وإيجاد إرث حقيقي على عدة أصعدة ومجالات.. بدءا من إرث البنية التحتية القوية والصحيحة في بنيانها منذ التخطيط والتنفيذ والتي لا تحتاج هدم وكسر أو ننتظر أمطارا لنكتشف عيوبها وما كان من فساد !.. وتحقيق إرث الملاعب.. وإرث سياحي ومعماري.. وما حققته البطولة من أرباح مالية كإرث اقتصادي في وقت الحدث.. وإمكانية الاستفادة من استمرار العوائد لما بعد البطولة من تخطيط ناجح للسياحة، إذ يعد من نجاحات البطولة استمرار التوافد على دولة قطر طوال العام.. وتحقيق نسبة إشغال الفنادق والأماكن السياحية والمنتجعات السياحية والصحية والترفيهية.. نجاحا مستمرا. * سيبقى اسم قطر حاضرا لسنوات وسنوات وتاريخا، ولأجيال ستذكرها كتبهم وسجلاتهم لكل تفاصيل حضروها واستمتعوا وشاركوا بها.. تتذكرها ذاكرتهم ويحفظها ألبوم صورهم وكاميراتهم.. * تثبت دبلوماسية السياسة أنها تحتاج تفكيرا خارج الصندوق، وتحركا غير متوقع، وتخطيطا لا يخطر على عقل بشر.. كما الحروب تحتاج دهاء.. فالنجاح والتميز يحتاج دهاء وقوة ناعمة تكسب بها الشعوب قبل قيادتها وبها يلتف حولها من آمن بتميزها ونجاحها وقوتها الناعمة تخطيطا اقتصاديا، وسياسيا واجتماعيا وثقافيا ولسنوات.. * آخر جرة قلم: لنضع دائما أمام أعيننا وقلوبنا ونوايانا اليقين بالله سبحانه.. بأن التخطيط لأي عمل بنية صادقة يراعى فيها أولًا وثانيا وأخيرا رضا الله على رضا العباد.. يكون سببا للنجاح والتميز والقوة الذي يجعل الدول الكبرى وما تسعى له بقوة من فرض سياساتها علينا؛ بأننا ستخضع لنا دون مقاومة.. بل ستقف إعجابا وتصفيقا لنجاح وتميز لن يستطيعوا ملاحقة وتتبع ما كان من نجاح وتسهيلات يستحيل أن تعمل أو تطبقها دول مجتمعة في استضافاتها.. نملك أدوات اقتصادية وبشرية تمكننا من أن نمارس ونعمل بقوة ناعمة ودهاء وذكاء تجعل العالم أجمع يقف لنا إعجابا وإبهارا وتصفيقا.. بل سنجد ونرى ونقرأ عن وفود توفد إلينا لتتعلم من خبرات متراكمة لعمل بدأ منذ 12 عاما جنينا ثمار مكاسبه اقتصاديا وبشريا ورياضيا وسياسيا واجتماعيا.. تحت ظل حكمة ورؤية قيادتنا الرشيدة.