06 نوفمبر 2025
تسجيلمن منا يعيش حياة خالية من المشاكل والهموم؟ ومن منا لا يعاني من الظروف التي تُحيط به؛ لتشكل كل تلك المشاكل والهموم؟ ومن منا يعيش على ظهر صفحة لا تكتب إلا ما يريد فحسب؟ إن المتوقع من بعد هذه الأسئلة التي افتتحت بها مقال هذا اليوم هو أن نخرج بجملة من الإجابات، ولكن غير المتوقع أن نتفق عليها؛ لأننا ودون شك سنختلف على المحتوى، إضافة إلى السرد الذي سنعتمده؛ كي نُعبر ونُظهر ما في الأعماق، وهو ما يحدث بفضل الاختلافات التي نعاني منها، ولكنها ترضخ وفي نهاية المطاف لحقيقة واحدة ألا وهي: أننا نتفق على أن الحياة لا تخلو من أي شيء سبق لي وأن ذكرته؛ لذا وفي كل مرة نطرح فيها مثل هذه الأسئلة؛ بحثاً عن معالجة جديدة، نواجه موجة من الاختلافات، وبصراحة يكون ذلك؛ لأننا نقف على رأس تلك النقطة التي تُولد الاختلاف الحقيقي؛ لأن لكل فرد منا الحق في اختيار الطريقة المناسبة التي سيعالج بها وضعه، الذي سيتأثر فيما بعد بحسب ما كان منه، وسيعطيه بقدر ما قد أعطى من قبل، والحق أن الفائز بأكبر قطعة من (كعكة الآمال) تلك، هو ذاك الذي يتمتع بالعديد من الصفات، التي سيكفيه منها (الإصرار)، الذي سنخوض تفاصيله معكم في هذا اليوم، والسر في ذلك تسليط الضوء على نموذج مثالي يستحق منا التطرق إليه؛ تعبيراً عن مدى الإعجاب، وتلبية لواجب الشكر والتقدير. وماذا بعد؟ذكرت أننا سنخوض تفاصيل الإصرار، وكي نفعل فلابد وأن نعرفه قبل كل وأي شيء؛ وبحسب ما لاحظته وخرجت به فهناك من يُعرف (الإصرار) على أنه صفة لا يتحلى بها إلا من يعيش من أجل هدف (ما) لابد له وأن يحققه، وهناك من يُعرفه على أنه حالة من العناد لا تليق إلا بمن يدرك أهمية التمسك بما يريده؛ في سبيل الخروج بكافة المكاسب التي سبق له وأن خطط لها من قبل حتى وإن كان ذلك على المدى البعيد، وهناك أيضاً من يُعرفه كما يعرفه أي كواجب لابد وأن يلتزم به قبل أن يخرج؛ بحثاً عن هدفه، مما يعني أنه وكي يتواجد فهو بحاجة لهدف ينصبه أمام عينه، ويُسخر كافة ظروفه في سبيل تحقيقه، فإن فعل فسيفوز بما يريده؛ لأنه وبكل بساطة كذاك الذي ينصب خيمة الأمل وسط صحراء قاحلة لا حياة فيها لمن لا أمل له في هذه الحياة، ومن عساه يعيش في صحراء كتلك ما لم يوفر لنفسه أساسيات العيش، التي وإن اختلفنا على ترتيبها إلا أننا سنصل وفي نهاية المطاف إلى أن أهمها هو الأمل، الذي يجعلنا نبتلع قساوة الظروف رغم مرارتها، ونتلقى صفعات الحياة ونحن نضحك؛ لأننا ندرك أنها كدروس ستعلمنا الصواب من الخطأ، وستعود علينا بكثير من الفائدة متى التزمنا بها كما يجب، وحين نقول (فائدة) فلا شيء سيقابلها ليليق بها سواه (المجد). كي تبلغها تلك القمةإن بلوغ قمة المجد يتطلب منا بذل الكثير من المحاولات، واعتماد سياسة النفس الطويل، الذي لا ينقطع بسهولة، وكل ذلك من أجل الفوز بلحظات إضافية تُقرب المسافات التي تفصلنا حقيقة عن كل ما نريد؛ لذا وحين يتواجد بيننا من يتمتع بكل ما سبق نجده الأقدر على التقدم بالكثير من الإنجازات التي تُحسب له وإن كان ذلك على المدى البعيد، فما يهم هو أن تكون (تلك الإنجازات) دون الالتفات إلى التوقيت الذي ستكون فيه. وأخيراًعلى الرغم من أن الحياة قد اعتادت على أن تقدم لنا بين الفينة والفينة جملة من القصص الفاشلة التي لا تبث في أعماقنا سواه الحزن والقهر، إلا أنها تقدم لنا أيضاً جملة من القصص الناجحة لشخصيات ناجحة جداً تبث فينا الأمل، وتُحملنا على ابتكار محاولات جديدة ستأخذنا وبإذن الله تعالى نحو ما نريده تماماً كما تحقق لغيرنا ممن ساهموا ببث الأمل ونشره بين الناس، وحين أقول أمل، فإن الأمر لا يقف عنده فقط، ولكنه ما يمتد إلى إنجازات حقيقية يُشار إليها بالبنان وفي القلب ابتسامة جميلة تُعبر عن فرحها لجميل ما تراه، وما نراه أننا وسط العديد من القدرات والطاقات الحقيقية التي تستحق صادق الشكر وعظيم التقدير عن كل ما قد سبق لها وأن تقدمت به، كجميل ما كان من الزميل السيد جابر الحرمي رئيس تحرير جريدة الشرق على مدار الأعوام الماضية وكُلل هذا العام بجائزة تليق بجهوده التي لا تخفى عن أي متابع له ولحركة الصحافة القطرية هنا في قطر وخارجها، حتى صار كمثال يُحتذى به، ويجدر بنا توجيه كل الشكر إليه، وعليه شكراً لك جابر الحرمي عن كل صغيرة وكبيرة حرصت على أن تكون؛ كي يكون الحق. كلمة لابد منهالقد خاض الحرمي تجربة فريدة من نوعها قد وصلت به وفي نهاية المطاف حيث يريد ويستحق، وهي النهاية التي نرجوها لكل مجتهد سيحقق ما يريده إن حدده وأصر عليه، ومدد رقعة الصبر حتى النهاية التي يستحقها وسينال فيها ما يريده إن شاء الله، وحتى يكون ذلك فليوفق الله الجميع (اللهم آمين).