09 نوفمبر 2025
تسجيلبعد اتساع فضاء الحروب الأهلية المشرقية و تهديد السلام العالمي في بؤر جديدة للعنف مثل أوكرانيا و الكوريتين و المواجهات الباردة المؤهلة للتسخين بين واشنطن و موسكو و بعد انتخاب ترامب لرئاسة الولايات المتحدة و استفحال الأزمات بحرب الموصل مع تغذية الصراعات الطائفية أعدت قراءة تحليل سياسي متميز كنت تلقيته من زميل جامعي تونسي هو عبد الرحمن بلحاج فرج أثرى النقاش حول هذه المعضلة العربية و الإسلامية والعالمية و أنا أستسمحه لنشر ما كتبه لأني وجدت في تحليله استشرافا موفقا لما يحدث اليوم في نوفمبر 2016 من تدافعات فرغم أنه خالفني الرأي إلا أنه أنار سبيلي و دلني إلى ما غفلت عنه بلغة راقية مختلفة عن استنقاص رأيي أو تفنيد تحليلي.يقول صاحبي: هل "داعش هي رأس الحربة "أم الطـُّعـْمُ لمستنقع جديد ؟!!كتب الدكتور "أحمد القديدي" متسائلا :" تركيا وإيران جناحان للصقر الأمريكي القادم"؟!وجاءت فيه "قراءة" تتراءى من خلالها حركة مخاض جيواستراتيجي دولي جديد !!وانبلاج فجر الصقر الأمريكي بانفراد (مؤقـّت) بالقوّة العسكريـّة وسهولة التموقع بجيوشه في القارّات الخمس !!يقول الدكتور القديدي :"أغلب الظنّ، لدى أولي الألباب من المحللين السياسيين ،أن داعش هي رأس الحربة لتنفيذ المخطط الغربي الجديد نحو رسم خارطة شرق أوسط جديد !! وأغلب الظن أيضـًا أن العالم العربيّ سيكون مهمـّشـًا أو ذا دور ثانويّ استحقـّه عن جدارة بسبب التخبـّط وانعدام الرؤية وسوء التقدير ..." نعم هنالك "مخاض جيواستراتيجي" ولكنـّه في الحقيقة مخاضان إثنان ومتزامنان في نفس الوقت !! ** الظاهر منهما هو الذي يقوده الغرب الأطلسيّ بزعامة الولايات المتحدة الأمريكيـّة !! وكلـّه مساعٍ ومحاولات وعمليات عسكريـّة هي ردود فعل من أجل الاحتماء والدفاع عن الذات ، أكثر منها مبادرات بناء وتأسيس !! ولذلك فهي كالسراب لا تجد وراءه شيئـًا يفيدك !!والإعلام الغربي المهيمن يريد تصوير هذا السراب على أنـّه مبرمج ومهيـّأ له منذ سنوات من طرف "القوّة العالمية العظمى الأولى" واللوبـّي الذي يقف وراءها بالفكر والتخطيط !!و لذلك يعتبر الدكتور القديدي أن"داعش" (الدولة الإسلاميـّة في العراق والشام) هي أحَدُ نـِتاجات هذا الفكر وإحدى مفرزات تخطيطه !!** أمّا المخاض "الخفيّ" والذي فات الدكتور القديدي الانتباه إليه ،فهو من فعل "الحتميـّة القدريـّة" !! وهو "الانقلاب" في مسار التاريخ الحديث باستغلال "الولايات المتحدة" والغرب لتنفيذ أهدافه بالنسبة للألفيـّة الحالية والتي بدأت إشارته الكبرى الأولى منذ "الكسوف الأكبر لأواخر التسعينات وبداية القرن الواحد والعشرين !!وقد عشنا "الهجوم" وليس "الدفاع" !! عشنا تفجير البرجين في 11سبتمبر 2001 في عقر دار الأمريكان !! وعشنا منذ 2002 استدراج هؤلاء المغرورين إلى "مستنقع" أفغانستان وباكستان والعراق2003 ...واليوم سوريا و قريبا المنطقة المغاربية. وها نحن نعيش "الربيع العربيّ" منذ بداية العشرية الثانية !!وفيه العالم الغربي تفاجأ وبوغت وكان مدافعـًا أكثر ممّا هو مهاجم !!