15 نوفمبر 2025

تسجيل

وزارة التعليم وجامعة قطر..والتردد في اتخاذ القرار !

22 أكتوبر 2018

في مثل هذه الظروف الصعبة والقاهرة يتم التعامل مع أبنائنا وبناتنا بلطف شديد لسلامتهم كل دول العالم تسعى لتحقيق شروط السلامة في المدارس والجامعات بما يخدم المجتمع مؤسسة قطر كانت سباقة  في التعامل مع الأمطار وأعلنت الإجازة في وسائل الإعلام إلا التعليم كنت وما زلت أؤمن بأن تحقيق شروط السلامة في أي مؤسسة داخل الدولة، يتطلب التعامل مع الأزمات والكوارث الطبيعية بنوع من الاحتواء وعدم المبالغة في أداء وتسيير العمل.. فيوم (السبت) الماضي هطلت أمطار الخير والبركة على وطننا العزيز بشكل غزير لم يتكرر منذ سنوات بنفس القوة. وهطول هذه الأمطار يجعلنا نتحفظ على طريقة تعامل الجهات الحكومية معها بصورة تتطلب التعاون مع المجتمع في تحقيق كافة سبل الراحة، من أجل انجاح هذه الجهات. وخاصة التعليمية منها. التي تضم اكبر نسبة من الملتحقين بها من مدارس وجامعات وكليات.. فقد تسببت الأمطار في عرقلة حركة الكثير من أبنائنا وهم على موعد مع ازدحام الشوارع صباح الأحد.. هذا من ناحية. وخوف أولياء الامور على سلامة الابناء بالمدارس ودور الحضانة والروضات الحكومية والخاصة من ناحية أخرى. ازدحام الشوارع وسوء الأحوال الجوية حيث كانت الشوارع مزدحمة بسبب سوء أحوال الطقس وتواجد الأمطار بكميات كثيفة، تسببت في جعل الكثير يتردد في التحاق طلابنا وطالباتنا بالمدارس وجامعة قطر وكلية المجتمع على وجه الخصوص. وهو ما يثير الكثير من علامات الاستفهام تجاه هذه المسألة.. خاصة اذا علمنا بان المدارس والجامعات والكليات الوطنية بالأمس خلت من جزء كبير من الطلاب والطالبات وتغيب الكثير منهم بسبب سوء الأحوال الجوية ووجود الأمطار بكميات غزيرة في اغلب الأماكن والساحات التي تواجدوا فيها خلال دراستهم المرتبكة يوم أمس الأحد.. وهو ما قد يتسبب في بعض الاضرار، ويؤثر على دراستهم اذا ما كان هناك تعاطف مع أبنائنا في منحهم إجازة ليوم أو يومين على أقل تقدير بحثا عن سلامتهم.  ونستغرب من وزير التعليم كيف له أن يصدر قراره باعتماد مع يقارب من (15) مدرسة بعدم فتح أبوابها للدراسة وتعليقها يوم امس الأحد بسبب سوء المباني وانقطاع الكهرباء أو لتهالكها. أي أن الوزير يعلم علم اليقين بان المدارس غير صالحة للتعليم.. فهل تظل مثل هذه المدارس قائمة دون تحرك سعادته بهدمها وإزالتها او إصلاح الخلل فيها، اذا كان يعلم بانها غير آمنة لسلامة أبنائنا وبناتنا.. إنه سؤال يثير الاستغراب فعلا.. في ظل الارقام التي تقول ان قطر الاولى في مجال التعليم عربيا، وتحتل المراكز الأولى عالميا في التعليم.. أليس هذا أحد انواع التقصير والاهمال يا سعادة الوزير؟. والشيء نفسه عن رئيس جامعة قطر كانت بالأمس الأمطار تتواجد في أغلب مباني الجامعة.. وطالب العديد من الطلاب والطالبات بتعليق الدراسة في الجامعة الوطنية، نظرا لسوء الاحوال الجوية والغرق في مستنقعات المياه التي تسببت في حدوث بعض العوائق خلال فترة نزول الامطار الغزيرة.. ويبدو ان نسبة كبيرة من الطالبات والطلاب قد تغيبوا عن محاضراتهم أمس الأحد، لانهم شعروا بضعف القرار لدى ادارة الجامعة التي كان من الواجب عليها ان تقف في صف الطلاب والطالبات في مثل هذه المواقف الطارئة والقاهرة ودون أي مزايدة على ذلك.  مطلوب من وزير التعليم ورئيس الجامعة ان يتم تعريف المجتمع والرأي العام بعدد الطلبة الذين حضروا أمس الأحد والتزموا بالدوام الرسمي، رغم سوء الاحوال الجوية وازدحام الشوارع، وتعطل المئات من المركبات التي تضررت أيضا بسبب الحالة المرورية المزرية للشوارع والأمطار غير المتوقعة.. ويا ليت تتحفنا إدارة الاتصال والعلاقات العامة في وزارة التعليم وفي جامعة قطر وكذلك في كلية المجتمع بالارقام الحقيقية لمن التزم بالحضور ونسبة هذا الحضور بكل شفافية.. لكي يطلع الناس على حقيقة الامر ودون العمل على اخفاء هذه الأرقام، بعيدا عن تضليل الرأي العام.  رسالة من إحدى الأمهات وفي رسالة من إحدى الأمهات القطريات وصلتني أمس تقول فيها: يفترض اغلاق المدارس أمس الأحد؛ أسوة ببعض المدارس الخاصة التي ارسلت عدة رسائل لأولياء الأمور بهذا الشأن. وكم كنت أتمنى من وزير التعليم بأن يفعل ذلك حفاظا على سلامتنا جميعا.. فكل الدول المتقدمة تراعي اضطرابات الجو وتقلباته.. وهو ما يزيد من احترامهم للمسؤولين في الجهات التربوية والتعليمية في مثل هذه الظروف القاهرة..  فالسلامة للجميع.. والأمر الآخر والمهم ان الاطفال الصغار يخافون من أصوات الرعد والعواصف وقد يصيبهم الفزع في بعض الأحيان.. وهو واقع.. وان خروجهم في مثل هذه الاجواء لا يكون في صالحهم ابدا.. وما أربك العملية أمس ان بعض المدارس ارسلت لاولياء الامور رسائل بتعطيل الدراسة لديها، فاعتقد الغالبية منهم بانها إجازة للجميع.. بينما ارسلت مدارس اخرى بالانتظام في الدراسة بعكس المدارس التي اغلقت أبوابها أمس.  كلية المجتمع تواجه الشيء نفسه أيضا حيث يقال عن كلية المجتمع ان الامطار تسببت في عرقلة سير الطالبات بشكل خاص بسبب الاحوال الجوية وكثرة المياه في مبانيها بشكل جعل الطالبات يتذمرن من تلك المناظر التي لا تشجعهن على مواصلة الدوام والحضور بانتظام بسبب هذا العارض الطارئ. كلمة أخيرة في الولايات المتحدة والدول الأوروبية المتقدمة يتم التعامل مع مثل هذه الكوارث الطبيعية المفاجئة بأسلوب حضاري، بالوقوف مع الطلبة وتعطيل المدارس والجامعات، حفاظا على سلامة الجميع.. ويتم التواصل مع أولياء الأمور بروح تقوم على الشفافية، وليس على العناد والتردد والتسويف في اتخاذ القرار الذي لا يخدم المصلحة الوطنية وبناء مجتمع خلاق يبنى جسور التواصل مع الجميع دون أي تعقيد.