03 نوفمبر 2025

تسجيل

اعتماد التقويم الهجري المجيد

22 أكتوبر 2015

ليست ثمة أمة توافرت لها كل مقومات المجد والصدارة العالمية كأمتنا العربية المسلمة، ولم تحظ أمة على وجه الأرض بما حظيت به أمتنا من تشريفها بتقويم زمني فائق الدقة محكم الضبط منطلق من أشرف وأعظم إنجاز عرفته البشرية جمعاء تجسد في حادثة الهجرة النبوية الشريفة التي صنعت التاريخ وأقامت دولة الحق والعدل وحررت البشرية من أغلال الوثنية والضلال. جدير بنا أن نستلهم دروس وعبر هجرة خير البشر -عليه الصلاة والسلام- وأن نوظفها منهجا تربويا تعليميا في كل مراحل التعليم بما يكفل تنشئة وتأهيل جيل قادر على قيادة الأمم نحو الفوز والفلاح والنجاح في الدنيا والآخرة، ويهمني هنا تصحيح مسارنا التاريخي الذي تنحينا عنه بعيدا أو نحينا عنه، لنفقد مقومات حضارتنا وقوتنا وهويتنا كأمة تستحق الريادة والصدارة، لأن التخلي عن التزام أسس التقويم الهجري المجيد يفقدنا صلاحية ريادة الأمم وقيادة ركب الحضارة، ومن فوائد التقويم الهجري القمري أنه ينظم شؤون حياتنا العامة والخاصة وينسق جهودنا لتؤتي ثمارها المرجوة، ويهيئ مجريات حياتنا الحاضرة ويستشرف مستقبلنا بوعي واتخاذ ما يلزم تجاه ما يحيط بنا من متغيرات ومستجدات، والتقويم الهجري المجيد أدق التقاويم وأصدقها وأكثرها وضوحا، لذا يجب أن ينتظم أوجه نشاطنا وأن نعتمده تقويما رئيسا دون سواه في اعتماد الموازنات المالية والرواتب والأجور ومواقيت العمل الرسمي والإجازات وتحديد المواعيد والمراجعات في كافة التعاملات. وهذا مطلب أساسي للمحافظة على هويتنا وتاريخنا واستقلالية قرارنا وتميزنا المنشود عن بقية الشعوب والأمم . اعتماد التقويم الهجري القمري ضرورة حتمية من ضرورات العصر، لأنه تشريع سماوي يرسخ العقيدة ويحفظ هوية الأمة ويحقق مقاصد الشريعة الكبرى ويبرز شعائرنا ويحدد مواقيت العبادات ويثبت أعياد أمتنا وأيامنا المجيدة عبر الزمان. وقد تعلمنا صغارا وعلمنا أولادنا أن تاريخنا المشترك أحد العوامل الكبرى في تحقيق وحدتنا الشاملة، فكيف ندعو إلى ذلك الهدف العالمي السامي ونحن نتجاهل فواصله الزمنية الحاسمة ونهجره مفضلين غيره عليه، رغم أن حقائق التاريخ تؤكد أن التقويم الهجري القمري كان معتمدا لدى الأمم السابقة، وأن ما يسمى بالتقويم الميلادي يفتقد دقة التوقيت وينطوي على مغالطات تاريخية واضحة؟ فهل بعد هذا كله نبتغي تقويما أو تاريخا غير تقويمنا وتاريخنا الهجري المجيد، ونحن نكون لبنة من لبناته المتراصة؟ وكيف نرضى بديلا دخيلا هزيلا نتخذه تقويما زمنيا يحجب عن شبابنا إدراك روعة مسيرة أمتنا الحضارية ويصيبهم بحالة من الانفصام عن تاريخنا العريق؟ وهل يعقل أن نختارالمعتل المختل ونهجر الأصح الأكمل؟ فلابد من صحوة تاريخية جادة وعملية نستعيد بها تحكيم تقويمنا الهجري المجيد في سائر شؤون حياتنا الخاصة والعامة، لتعود لأمتنا كرامتها وهيبتنا وهويتها المستقلة، ونكون بحق جديرين بإحراز شرف مجد التاريخ وتاريخ المجد . نسأل المولى -عز وجل- أن يبارك عامنا الهجري هذا ويقر أعيننا بنصر إخواننا المجاهدين ودحر أعداء الإسلام والمسلمين .إضاءات حضارية من فضل الله علينا أن قيض رجالا أوفياء لأمتهم، برعوا في مجال الفلك والحساب الزمني المتقن احتضنت بلادنا الحبيبة منهم فضيلة الشيخ عبدالله الأنصاري مؤسس دار التقويم القطري يرحمه الله، وعالم الفلك الغيور على دينه وتاريخ أمته الشيخ سلمان بن جبر آل ثاني حفظه الله وجزاه خيرا على رصده الفلكي الدقيق والتذكير بأهمية الحساب وفق التقويم الهجري، إضافة إلى العالم الجليل الدكتور زغلول النجار رئيس لجنة الإعجاز العلمي للقرآن الكريم أمد الله في عمره ونفع الأمة بعلمه الغزير. ولا أنسى أبي رحمه الله ضمن المهتمين العارفين بالطوالع والبروج والحساب الفلكي. وهذه دعوة لصيام يوم عاشوراء والذي يوافق بعد غد الجمعة وما أعد الله من أجر عظيم في ذلك .