09 نوفمبر 2025
تسجيلهو كل من يقدس وظيفته لأجل ما يجني من ورائها "للتكسب" فقط أو طلبا للاستقرار الدائم فيها كـ"مصدر دخل" وليس لمهامها ودورها، بل يَعبُدُ مدراءه او رؤساءه وأعني بالعبادة ليس المجاراة في فعل الخطأ فحسب بل قبله السكوت عن الحق والسكوت عن التجاوزات والسكوت على الظلم. البطل الصامت..... بطولة من نوع آخر، ووظيفة سهلة لا تحتاج الى شهادات او خبرات او نبوغ او تفوق من نوع فريد، تحتاج فقط الى ممالأة وموالاة سواء كنت بشهادة او دون شهادة على قاعدة "انصر أخاك ظالما أو مظلوما" وليس النصر هنا بالقصد النبوي فيها في ردعه عن ظلمه، ولكن المعني بالقصد العامي من "الفزعة العمياء" سواء من فُزِعَ له على حق او على باطل. البطل الصامت..... يحتاجُ أذنين وفما مطبقا، لأن تلك البطولة صياغة فريدة للتحايل الملتوي في زمن عالمي، والا لما وضعت تقارير تنافسية دولية لقياس درجات الدول في مكافحته ولما وُضِع سلّم تنافسي للتقدم المحرز عاما بعد عام، ولما أنشئت هيئات لمكافحته في كل بلد. في قطر..... طالعنا الزميل سلمان المالك في صحيفة الوطن العام الماضي برسم كاريكاتيري لخنزير في حظيرة يمثل "الفساد"يريد أحدهم قتله، فيمنعه حارس العزبة متعللاً بأنه يخاف غضب راعي العزبة. والمثل هذا لا يُبَرّأ منه الأفراد ولا تبرأ منه المؤسسات سواء كانت حكومية او شبه حكومية اوذات نفع عام أو مؤسسات خاصة، ولكن قد يقع فيها البعض بدرجات إلا من رحم الله، هذا ولا ضير من بتره في بعض الحظائر الموجودة او العذر ان قلنا "البعض الكثير" في قطر، والمُهمّ انْ منْ لا يَبتِرْ، لا بدّ أن يُبْتَرْ.. يقول الرسول صلى الله عليه وسلم: " لا يكن أحدكم إمعة يقول: أنا مع الناس إن أحسن الناس أحسنت، وإن أساءوا أسأت، ولكن وطنوا أنفسكم إن أحسن الناس أن تحسنوا، وإن أساءوا أن تجتنبوا إساءتهم " وفي رواية أخرى: "ان تصدوهم عن إساءتهم" مع ذلك تجد البعض ممن حولك "والنّعم" قُولْ وفَعَلْ ولكن في سبيل المصلحة الشخصية وتقاسم الكعكة فليتهاوى الوطن وليسقط الضمير "وسلامتك يا راسي" كل ما في الأمر إن الفساد إذا نَخَرَ مؤسسة فاعلم أنها فعلا حظيرة لا تربي خنازير فقط بل حتما سيكون من يحرسها نعاجاً تقبل المساومة على الحقّ.