06 نوفمبر 2025
تسجيلأفرزت حملات الدعاية الانتخابية لمرشحي مجلس الشورى كثيرا من القضايا الوطنية التي تعكس متطلبات المواطنين، وأخرجت هذه الظاهرة الكثير من الملفات التي تمسّ حياةَ المواطن بشكل مباشر، كما أظهرت كثيرا من الوعي للمرشحين بقضايا الوطن وحب الانتماء والعمل للصالح العام، والقرب أكثر فأكثر من القضايا الجماهيرية، وبالمقابل وضعت الكرة في ملعب الناخبين لاختيار المرشحين من واقع برامجهم الانتخابية، وهذه ظاهرة إيجابية أكسبت المتابعين الكثير من المعلومات والمصطلحات التي تتردد على مسامعهم لأول مرة وترددها وسائل الإعلام المقروءة والمرئية مما يزيد الوعي لدى المرشحين والناخبين بالالتفات إلى قضايا وهموم الوطن. نماذج مضيئة في برامج المرشحين ومن القضايا التي كانت غائبة عن كثير من فئات المجتمع القطري وظهرت أثناء الدعاية الانتخابية لمرشحي مجلس الشورى، والتي تعتبر نماذج مضيئة في برامج المرشحين منها: استحداث تشريعات وتطوير القوانين الحالية والمُتعلّقة بعدة قضايا في مجالات مختلفة والأسرة والمرأة والطفل وكبار السنّ والمتقاعدين، فضلًا عن الأوضاع المعيشية للمُواطنين والتوظيف وإعداد إستراتيجيات للقضاء على البطالة بين الشباب حديثي التخرّج، إلى جانب تحسين مخرجات العملية التعليمية، وتشجيع القطريين على الانخراط في مهنة التعليم والتزام التوجيه الإرشاديّ المهني والجامعي في المدارس برسم معالم المستقبل أمام الأجيال القادمة حسب حاجات المجتمع، ومتابعة وتنفيذ رؤية قطر الوطنية 2030 والآليات المعمول بها ومدى الالتزام بتحقيقها من خلال متابعة الأهداف والاستراتيجيات والخطط في كافّة قطاعات الدولة، إضافةً إلى متابعة الأجهزة والأنظمة الحكوميّة ذات الصلة بأهداف الخطط والإستراتيجيات الوطنية ومدى كفاءتها وتعزيز مُمارسات الإفصاح والشفافية وبيئة الرقابة والمساءلة وتحسين الأداء وحماية الأصول ووضع المعايير لقياس أداء مُختلف الجهات والأجهزة التنفيذيّة، وأشار بعض المرشحين بأنهم شاركوا في الانتخابات انطلاقًا من واجبهم الوطني ومسؤولياتهم المجتمعية، وأنهم لا يهدفون من الترشح للانتخابات سوى خدمة الوطن والمساهمة في تطوير العمل التشريعيّ ودعم صانعي القرار في اعتماد السياسات والإستراتيجيّات التي تحقق الرفاهية للمواطنين وتلبّي تطلعاتهم في مستقبل أفضل لهم وللأجيال القادمة، مما يدل على زيادة الوعي لدى المرشحين وبالتالي زيادة التثقيف والإلمام التام بقضايا الوطن لدى المواطنين. مكاسب المواطن من الممارسة الانتخابية ومن المكاسب الواضحة للمواطنين من هذه الظاهرة هو الوعي التام بقضايا الوطن من خلال البرامج الانتخابية المطروحة من قبل المرشحين، بالإضافة الى زيادة تماسك واندماج المواطنين بقضايا وطنهم والاهتمام بتفاصيل هذه القضايا، والمعرفة التامة بخطط الأجهزة الحكومية الخدمية بالدولة وكيفية تنفيذها، مما يزيد الوعي لدى المواطن بكيفية تقديم الدعم اللازم لهذه الأجهزة للقيام بدورها المناط به لتقديم خدمة أفضل للمواطن، كما اكتسب المواطن معرفة كثير من المصلحات الجديدة التي ظهرت أثناء هذه الحملات الانتخابية، مثل الدائرة الانتخابية، الناخبين، الأدوات التشريعية، البرامج الانتخابية، المشاركة في صنع القرار، الرقابة والشفافية، وغيرها من المصلحات التي يرددها المرشحون في برامجهم الانتخابية، وسأفرد مقالة خاصة عن هذه المصطلحات في مقبل الأيام. كسرة أخيرة مع هذا الوعي الذي تولد من الحملات الانتخابية لمرشحي مجلس الشورى، يتمنى الناخبون أن تصدق وعود المرشحين بعد تقلدهم لمناصبهم في عضوية مجلس الشورى وتنفيذ برامجهم الانتخابية على أرض الواقع، وذلك لا يتأتى إلا بتوفير الأدوات المساعدة لتنفيذ هذه البرامج منها تخصيص مكتب خاص لكل عضو يحتوي على عدد كافٍ من الموظفين الإداريين لمعاونة العضو على تقديم مقترحاته ومناقشتها بصورة إيجابية لتحقيق أهدافه المعلنة، وليعلم المرشحون بأن هناك وعياً لدى الناخبين يؤهلهم لمراقبة تنفيذ المرشح لبرنامج الانتخابي ومدى سعيه لتحقيق المتطلبات التي من أجلها منحوا أصواتهم له. [email protected]