11 نوفمبر 2025

تسجيل

الديك و"السبوس"

22 سبتمبر 2020

يُحكى أن أحد ملوك فرنسا بلغه أن حاخاماً يهودياً يقول: إن اليهود سيحكمون العالم، فاستدعاه الملك وقال له: أنتم مستضعفون في الأرض، ومتفرقون في البلاد، فكيف تحكمون العالم؟ هات برهانك، أجابه الحاخام: لو سمح لي جلالة الملك، أن أطلب من الوزراء والأمراء في مملكتكم أن يحضّروا لمصارعة الديوك، وأنا بدوري سأحضر ديكي وسأغلبهم جميعاً!. تعجّب الملك من هذه الثقة التي يتكلم بها الحاخام اليهودي، لكنه أراد أن يصل معه إلى النهاية، وصار متشوقاً ليرى كيف أن اليهود سيحكمون العالم؛ استجاب الملك لطلب الحاخام، وأمر جميع الوزراء والأمراء أن يحضّر كل واحد منهم ديكاً قوياً إلى حلبة مصارعة الديوك، لتتصارع الديكة، ويتثبت من كلام الحاخام وادعائه. فعلاً وبعد ثلاثة أيام انعقدت الحلبة، وجاء الوزراء والأمراء بديوكهم، وجاء الحاخام اليهودي بدوره مصحوباً بديك هزيل ضعيف وأدخله الحلبة مع باقي الديوك، وبدأت المصارعة بين الديوك الأقوياء، إلا أنَّ ديك الحاخام اختبأ وبقى بعيداً عن الصراع، تاركاً الديوك القوية تتقاتل وتتصارع مع بعضها البعض؛ حتى تغّلب ديكٌ واحد على جميع الديوك الموجودة في الحلبة، ووقف ذاك الديك منتصراً متبختراً على أرض الحلبة وجسمه قد أنهكهُ الصراع، والدماء تتقطر منه وأعياه التعب والانهاك، وفجأة خرج ديك الحاخام اليهودي الهزيل الضعيف، واقترب من الديك المنتصر المنهك، وقفز على رأسه ونقره نقرة قوية أدت إلى مقتله، فانتصر ديك الحاخام الهزيل، وقف الحاخام اليهودي والسعادة تغمره قائلاً للملك: أرأيت كيف سنحكم العالم !!. هذه الإستراتيجية هي التي يطبقها الكيان الصهيوني مع دولنا العربية " العظمى "، فالديك الصهيوني هزيل وضعيف و"منتّف"ولكنه مُعفى عن أي صراع مع الديوك العربية التي تتصارع على "السبوس" في انتظار الديك العربي المتصدر ليفوز بملاقاة الديك " الذهبي " اليهودي الذي لن يألو جهداً لجرّه لمفاوضات سلام طويلة، يقتسم فيها الديك العربي "سبوس" أشقاءه الديوك العرب مع الديك اليهودي، الذي عاد له ريشه ولم يعد "منتّفاً"!!. لم ولن نتعلم من حروبنا الماضية مع الكيان الصهيوني، ولا من اتفاقيات الاستسلام التي أبرمت بيننا وبينهم ؛ منذ اتفاقية كامب ديفيد، واتفاقية أوسلو، ووادي عربة، والتي أثبت الصهاينة بأنهم لن يحيدوا قيد أنملة عما وصفهم القرآن الكريم بنقضهم للعهود والمواثيق، وسعيهم الدائم للفتنة والخراب والفساد في الأرض، فهل يعي دعاة الاستسلام الدرس جيداً، أم أن قلوبهم عليها أقفال ولا يُرتجى منهم عزة ولا خير ؟!!. وليت صهاينة العرب يبقون عند هذا الحد دون أن ينالوا من دينهم وعرقهم ومبادئهم، بل تعدى الأمر إلى قيامهم بالتعدي على الدول التي حافظت على أصالتها ومبادئها وقرارها المصيري بعدم الاعتراف بالكيان الصهيوني والتطبيع معه والمطالبة بإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف، وكأن هذه الدول " المتصهينة " تقول علناً وبالفم المليان دون استحياء: لا بد للجميع أن " يتصهين " ويتنازل عن مبادئه؛ لإحلال السلام الذي تريده إسرائيل فقط مقابل السلام، وإلا فإننا " عصا إسرائيل " في المنطقة وويلٌ لمن عصى!. نحن مقبلون على فترة "صهينة " عربية تُزكم الأنوف تقودها جارة الشر الإمارات؛ لإغراء المزيد من الدول العربية للتطبيع مع الكيان الصهيوني. [email protected]