07 نوفمبر 2025

تسجيل

تحمل المسؤولية

22 سبتمبر 2015

سألني أحد أعمامي والذي تجاوز السبعين عن الضجة الإعلامية التي أحدثتها الأحوال الجوية وأمطار الخير التي حلت على البلاد قبل أسبوعين والتي أدت إلى غرق عدد من الأنفاق وعرقلة الحركة المرورية وأثارت سخط كل المواطنين والمقيمين، فأجبته بأن هيئة أشغال قامت بإنشاء العديد من الطرق الحديثة والجسور والأنفاق والتي لم يمر عليها عام واحد إلا وشاء الله أن يفضحهم بهطول أمطار الخير على البلاد رغم أن الدولة ضخت في ميزانيتهم المليارات من أجل إنشاء بنية تحتية وطرق وجسور وأنفاق وفق أفضل معايير الجودة، وها هي القدرة الإلهية تكرر ما حدث في الأعوام الماضية لتفضح عيوبهم الهندسية والإنشائية هذا العام بفضيحة غرق طريق دخان !!وكنت أجيبه وأنا أرى في عينيه الكثير من الكلام والتعليقات على ما يحدث من سوء تخطيط وفشل ذريع في التنفيذ على مستوى المشاريع التي تقوم بها الدولة كلفتها مئات المليارات، فاعتدل في جلسته ورفع يده لكي يتحدث وقد اعتلت صوته نبرة الحزن والحسرة قائلاً : يا ولدي .. كنّا في أيامنا نقدّر كل شيء نقوم به من أجل هذا الوطن الجميل، وكانت المشاريع في وقتنا قليلة ولكنها كانت تُدار وتُنفّذ بمهارة وإتقان، لم يكن هناك سر مهنة يدير تلك المشاريع ولم يكن لدينا مهندسون يعدون الأمهر في العالم، ولكن كان الإخلاص والتفاني وحب العمل منهاج وأسلوب فرق العمل التي كانت تنفذ وتُشرف على تلك المشاريع !!وأبدى استغرابه من الأسباب التي أفضت إلى فشل تلك المشاريع وهي في بدايتها واعتبرها سقطة أخلاقية لا تُغتفر لأنها جنت على حق شعب بأكمله، من حقه أن يستفيد من الخدمات الحديثة التي تسعى الدولة لإنشائها له، فمن غير المعقول أن تتسبب تلك الهيئة أو تلك الجهة في إفشال مشاريع طالما بنى المواطن والمقيم تطلعاته وآماله عليها !!وأعطاني العم بوجابر مثالاً حياً على مستوى الأمانة التي تحققت في زمنهم " زمن الطيبين " فسألني: هل سمعت مرة واحدة بأن نفق المناعي غرق أو تعرض لأي ضرر إنشائي منذ أن تم إنشاؤه في ثمانينيات القرن الماضي ؟!!واختتم كلامه: الفرق بيننا وبينكم يا ولدي أننا قدرنا المسؤولية التي نحملها على عاتقنا فأتقن المسؤول والمشرف والمهندس والعامل في عمله فانعكس الأمر على المشروع بينما أنتم غابت عنكم المسؤولية والأمانة فذهبت جهودكم أدراج الرياح لأنها لم تنبع من قلوب صادقة وحريصة على الأمانة التي حُمّلت إياها !! ولو أننا يا ولدي طبقنا حديث رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم ( إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملاً أن يتقنه ) لما أهدرنا الأموال الطائلة في مشاريع فاشلة !!