12 نوفمبر 2025

تسجيل

المعايير المزدوجة في حق قيام الدولة الفلسطينية.!!

22 سبتمبر 2011

تميز اجتماع الأمانة العامة لاتحاد الصحافيين العرب هذه المرة من خلال دورة انعقادها في الفترة من 14 -15 من الشهر الجاري بالعديد من الأنشطة حيث ناقشت تقرير الحريات الصحافية في الوطن العربي وبرزت ملاحظات مهمة خلال مداخلات أعضاء الأمانة العامة وتقرير لجنة الحريات، فقد كانت أهم تلك الملاحظات تراجع الحريات الصحافية العربية لأسباب عديدة في مقدمتها الثورات العربية، وقد تعرض أكثر من عشرين صحافياً للقتل معظمهم من العراق وليبيا ومصر منحهم الاتحاد دروع التقدير والتكريم في احتفالية مصغرة، بجانب ذلك ناقشت الأمانة تقارير الأداء والأداء المالي خلال عام مضى، ومعروف أن عضوية الأمانة العامة مقدرة بخمسة عشر عضواً جرى انتخابهم في المؤتمر العام للاتحاد قبل عام مضى. وما يجدر ذكره هنا أن اتحاد الصحافيين العرب الذي نشأ قبل أربعة وأربعين عاماً تشارك فيه اتحادات ونقابات وجمعيات وروابط من جميع الدول العربية باستثناء دولة قطر والجزائر، أما لأسباب عدم وجود جمعية أو نقابة أو بسبب خلافات داخلية بين الصحافي، والاتحاد عضو مراقب في الجامعة العربية وقد استقبل السيد نبيل العربي الأمين العام للجامعة العربية أعضاء الأمانة العامة وجرى بينهم حوار مطول حول الثورات العربية وزيارته لسوريا وجدوى تقدم عباس بطلب للأمم المتحدة بقبول عضوية فلسطين دولة كاملة العضوية، فكان رأيه مسانداً للتقدم بالطلب لأن قرار الأمم المتحدة الذي أقر قيام دولة إسرائيل عام 1947 أعطى نفس الحق بقيام دولة فلسطين، وقال إن عدم الإقدام على هذه الخطوة طوال ستين عاماً قد أضر بالحق الفلسطيني، وأن قبول عضوية فلسطين في الأمم المتحدة سوف يحقق مكاسب أهمها أن المفاوضات سوف تكون بين دولتين إحداهما تحتل أراضي الأخرى.. وهذا يدخل إسرائيل في مأزق حقيقي أمام القانون الدولي والأمم المتحدة. ولا ندري أيهما أفضل المفاوضات التي استمرت لعقدين من الزمان دون جدوى سوى قطعة أرض تقيم عليها السلطة الفلسطينية في الضفة والقطاع المحاصر.. في حين يستمر العدو الإسرائيلي في إقامة المستوطنات على الأراضي الفلسطينية والمماطلة والمماحكة في المفاوضات التي لم تحرز طوال هذه الفترة أي تقدم يذكر في حين أن القوى العظمى بقيادة أمريكا تؤكد يوماً بعد يوم تحالفها الإستراتيجي مع إسرائيل وحرصها الكامل على أمنها.. دون إبداء أي مواقف تسند منطق الحوار والمباحثات التي تراوح مكانها.. ودون إبداء أي مواقف إيجابية تجاه انتهاكات إسرائيل لحقوق الشعب الفلسطيني وللقوانين الدولية والإنسانية.. واللجنة الرباعية التي تشكلت من ممثلين لبعض الدول الكبرى برئاسة توني بلير ولم نسمع لها حساً ولا خبراً إلا بعد إعلان محمود عباس قراره بالتوجه للأمم المتحدة لنيل حق الاعتراف بالعضوية الكاملة لدولة فلسطين في الأمم المتحدة، وما زالت أمريكا تعلن وتحشد قواها الدبلوماسية لمواجهة هذا القرار إضافة لتهديداتها المخجلة باستخدام حق الفيتو حتى لا تنال فلسطين حقاً أقرته الأمم المتحدة قبل ستين عاماً عندما أقرت في ذات الوقت حق إسرائيل في إقامة دولتها!! وهذا أمر مؤسف للغاية استخدام المعايير المزدوجة من قبل قوة عظمى مثل أمريكا وقوى أخرى لها ذات النفوذ في مجلس الأمن وتستطيع أن تقابل فيتو أمريكا ودبلوماسيتها.. ولكن الديمقراطيات الغربية بلا استثناء أكدت على أنها كاذبة وواهمة.. فليس من الديمقراطية أن تكون انتقائياً في نيل حقوق يتساوى فيها الفلسطيني مع الإسرائيلي.. بل إن إسرائيل هي دولة جمعت من شتات اليهود واستوطنت بقرار من لا يملك لمن لا يستحق.. فتأتي الطامة الكبرى بأن تغالط هذه الدول في قرارات صادرة عن المنظمة الدولية تتمثل في حق إعلان دولة فلسطين وعودة اللاجئين والقدس عاصمة لها.