08 نوفمبر 2025
تسجيلبعد تسليم ثورة الإنقاذ لزمام السلطة في السودان بقيادة العميد عمر حسن البشير، واجهت تحديات سياسية وأمنية واقتصادية واجتماعية، وكان أكبر تحد لها هو الحرب المستعرة في جنوب البلاد، والتي أدت إلى عدم الاستقرار وإضعاف شرعية الدولة الوطنية، كما أضحت ذريعة للتدخل الأجنبي، فسعت ثورة الإنقاذ جاهدة لإيقاف الحرب وتحقيق السلام والوحدة، وسخرت لذلك كل الوسائل، وفي مقدمتها مبادرة مؤتمر الحوار الوطني الذي كان أول تمرين سياسي جامع للحوار حول إمكانية الاتفاق على برنامج وطني يتواضع عليه أهل السودان، وقد خلصت توصياته للآتي: 1 – التأكيد على مبدأ الحوار أسلوباً وحيداً لإيجاد الحلول السلمية، ونبذ العنف والنزاع للمطالبة بالحقوق. 2 – حسم علاقة الدين بالدولة والديمقراطية بوجوب كفالة الحريات الدينية والثقافية، وأن يقصر الحكم بالشريعة على الشمال دون الجنوب. 3 – معالجة الأسباب الجذرية والتاريخية للنزاع بتأسيس نظام الحكم الاتحادي. 4 – اعتماد المواطنة أساساً للحقوق والواجبات (بتكوين حكومات ولائية فاعلة في الجنوب والشمال). تواصلت جهود حكومة الإنقاذ في هذا الجانب من خلال (محادثات فرانكفورت، مفاوضات أبوجا، مبادرة دول الايجاد، السلام من الداخل، واتفاقية الخرطوم للسلام). مبادرات السلام في ظل حكومة الإنقاذ وموقف الحركة منها: سعت ثورة الإنقاذ لتحقيق السلام عبر العديد من المبادرات قام ببعضها زعماء بعض الدول وبعض الشخصيات العالمية، ولكنها لم تنجح بسبب مواقف الحركة الشعبية تجاه هذه المبادرات والتي كان من أبرزها: 1 – مبادرة العقيد معمر القذافي: وهي لم تنجح بسبب تعنت قائد الحركة الشعبية. 2 – مبادرة الرئيس الزائيري (موبوتوسي سيكو): وقد التقى جون قرنق في كنشاسا، ولكن الأخير تنصل عنها وأحبطها. 3 – مبادرة الرئيس النيجيري "أوباسانغو"، وقد التقى قرنق في أديس أبابا، والتقى الحكومة في الخرطوم، ولكنه لم ينجح في جمع الطرفين. 4 – المبادرة المصرية؛ وقد نصت على عقد مؤتمر دستوري بمشاركة الحكومة والحركة الشعبية وقادة التجمع الوطني الديمقراطي، ولم تتم تلك المبادرة. 5 – مبادرة الأمين العام لمنظمة الوحدة الإفريقية (سالم أحمد سالم)؛ وقد التقى الطرفين في كمبالا، ولكنها لم تنجح بسبب رفض قرنق مقابلة الرئيس البشير. وبالله التوفيق.