09 نوفمبر 2025

تسجيل

مصر السيسي وعباس أوسلو يراهنان على هزيمة المقاومة الفلسطينية

22 يوليو 2014

فيما تتصاعد الحرب الإجرامية التي تشنها إسرائيل على أهلنا في غزة المحاصرين من كل الجهات الجغرافية والسياسية من بعض عواصم العرب إلا أن أهلنا في غزة رغم الجراح والمعاناة وقوافل الشهداء وجحافل الجرحى مابرحوا صامدين في وجه ذلك الطغيان الصهيوني والصمت العربي الرهيب. المقاومة الفلسطينية في غزة اليوم تعطي دروسا للجنرالات العرب كيف يواجهون عدوهم، وقيادات المقاومة السياسية والعسكرية تعطي دروسا للقادة العرب معنى الإرادة السياسية والانتماء للوطن .الحرب الإسرائيلية اليوم على غزة تذكرنا بالحرب على لبنان عام 2006 في الشكل والأسباب، وكيف انقسم العرب بين مناصر للمقاومة ومناصر لإسرائيل في استمرارها في تدمير لبنان في ذلك الزمان، كانت ذريعة إسرائيل عام 2006 لاجتياح جنوب لبنان اختطاف ثلاثة جنود إسرائيليين من قبل المقاومة اللبنانية، وكانت ذريعة العدوان على غزة في الوقت الراهن الانتقام لاختطاف ثلاثة من المستوطنين الإسرائيليين في الضفة الغربية وبعيدا عن غزة . الأسباب واحدة والأهداف الإسرائيلية واحدة وهو تدمير أي قوة تقف في وجه إسرائيل ومشروعها التوسعي في الوطن العربي .(2) معظم الأنظمة العربية أيدت ما يعرف اليوم بـ " المبادرة المصرية " والتي ظاهرها الرحمة وباطنها العذاب، الرحمة تتمثل في وقف الحرب على غزة، والعذاب أنها تبقي مسألة الحصار وأسباب هذه الحرب التي تشن على أهلنا في غزة في كل مناسبة تتعثر فيها السياسة الداخلية الإسرائيلية بين أحزابها السياسية على ما هي عليه .الأمر الآخر أن المقاومة الوطنية في غزة أحرجت الأنظمة العربية أمام شعوبها، منظمات محاصرة لأكثر من عشر سنوات تستطيع تجهيز قوة نارية تكاد تكون رادعة للعدو الإسرائيلي وتضربه في عمقه الجغرافي، بينما الدول العربية المجاورة لفلسطين المحتلة والقريبة منها تملك أسلحة متطورة طيران صواريخ وجنودا مدربين تكلفتها مليارات الدولارات ولم تفعّل تلك الأسلحة ولم تجرب تلك الجيوش فكان على مصر التي حولت جيشها إلى شركة مقاولات عامة أن تدفع بكل جهودها الدبلوماسية لإجهاض المقاومة في غزة بدلا من نصرتها والانتصار لها. إسرائيل تعلم علم اليقين بأن معظم الأنظمة العربية تتربص شرا بالمقاومة الفلسطينية الوطنية في غزة تحت ذرائع لا صحة لها، وعلى ذلك قامت بالدور نيابة عن تلك الأنظمة في الوقت ذاته اكتفت تلك الأنظمة العربية بإصدار بيانات ومناشدات بإيقاف القتال وتقديم المبادرات " حمالة الأوجه " ويسارع محمود عباس لتأييد تلك المبادرات لأنها تصب في مصلحته الذاتية، متجاهلا أن الدم الفلسطيني أغلى وأثمن من أن يكون ثمنا لمكاسب شخصية له ولأعضاء شركته "السلطة " .(3) تشن وسائل الإعلام المصرية حملة ظالمة على دولة قطر ودورها السياسي الأخلاقي في الشأن العربي . يصر الإعلام المصري وقيادات سياسية عليا في القاهرة على أن دولة قطر تعمل على "اختطاف دور مصر العربي والدولي " وأن قطر تريد إجهاض المبادرة المصرية كما يزعم إعلام الأزمات المصري . قطر في أكثر من مناسبة أعلنت جهارا نهارا بأنها لا تعمل على مصادرة أي جهد عربي يحقق مصالح الشعب الفلسطيني وأنها مكملة له، وأن ما سمي بمبادرة قطرية مضادة ومناقضة للمبادرة المصرية كلام لا أساس له من الصحة وقد نُفي ذلك الخبر على لسان مسؤول قطري رفيع المستوى وأن الورقة المعنية هي مطلب المقاومة الفلسطينية في غزة وقدمت إلى الراعي الأمريكي الذي تقول عنه الدبلوماسية المصرية إن بيد أمريكا 99 % من الحل وسلمت للأمين العام للأمم المتحدة ولمحمود عباس الذي هو أعتى أعداء المقاومة الفلسطينية ضد إسرائيل . (4) سؤال ماذا يضير القيادة المصرية لو فتحت المعابر التي تقع بين مصر وغزة طالما الإشراف الأمني والجمركي يقوم به الأمن المصري بالاشتراك مع الأمن الفلسطيني في غزة وليس بالضرورة أن يكون حرس محمود عباس، وطالما تمت المصالحة بين رام الله وغزة وتشكلت حكومة وحدة وطنية فلا مجال لحرس عباس أن يكون على الحدود دوره فقط حماية " رئيس شركة السلطة "، وماذا يضير مصر السيسي أن تتضمن مبادرتها إطلاق سراح جميع المعتقلين الذين اعتقلوا في الضفة الغربية بعد اختفاء المستوطنين الثلاثة بيد مجهولين، وكذلك تعهد إسرائيل بعدم القيام باقتحام المدن والقرى الفلسطينية في الضفة الغربية ووقف أعمال المداهمات والخطف والاعتقال لأي فلسطيني ؟ ماذا يضير مصر العزيزة لو تضمنت مبادرتها بناء ميناء بحري لغزة ولا مانع من أن يكون الأمن المصري مشتركا في مراقبة الميناء مع إخوانهم في الأمن الفلسطيني قي غزة ؟ وماذا يضيرهم بتفعيل مطار العريش كأقرب نقطة مطار إلى غزة لانتقال الفلسطينيين ومن يريد زيارة القطاع من العرب وغيرهم تخفيفا على مطار القاهرة وأخذ الفلسطينيين وجميع العابرين إلى ومن غزة مخفورين برتل عسكري مسلح ؟ تشترط مصر في مبادرتها أن تفتح المعابر للأفراد والبضائع على أن تكون الأوضاع الأمنية مستقرة وهذا نص مخل ويحتاج إلى صياغة إذا كانت النوايا حسنة لدى القيادة المصرية وفي هذا المجال تقدمت المقاومة الفلسطينية بتعديلات على المبادرة المصرية التي يقال إنها مبادرة قطرية . لا أريد أن أمعن في الحديث عن سلبيات المبادرة المصرية فقد سبقني أهل القلم والفكر في هذا الشأن، لكني أجزم بأن المبادرة المصرية معظم نصوصها صياغة إسرائيلية وموافقة محمود عباس وقالت بها القيادة المصرية والكل يعلم أن القيادة السياسية في مصر حاقدة كل الحقد على حركة حماس ولا تريد بها خيرا وعلى ذلك تتباطأ القيادة المصرية ويناصرها أنظمة عربية أخرى في إجبار إسرائيل على وقف العدوان فورا وتكليفها دوليا بدفع تعويضات وإعادة ما دمرته في هذا العدوان على غزة .آخر القول: حسبنا الله ونعم الوكيل على كل الظالمين والمتقاعسين عن نصرة أهلنا في غزة، وعلى من يريد بفلسطين وشعبها الدمار والهلاك.