المذاكرة في رمضان

هناك أسئلة قد يسألها كل طالب وطالبة: "هل استطيع ان أذاكر في رمضان؟ "ألن يؤثر الحرمان من الطعام والشراب على قدراتي العقلية ؟ كيف سأركز على دروسي ؟ كيف سأستوعب ما أقرأه ؟ الحقيقة انه اعتقاد خاطئ ان الصوم يؤثر على القدرات العقلية، سواء كانت تذكرا او استيعابا او تركيزا او غير ذلك من قدرات يحتاجها الإنسان اثناء المذاكرة . فعكس ذلك صحيح، فالصوم يزيد من حدة القدرات العقلية. لقد اجريت العديد من التجارب على الطلبة الجامعيين ، ووجد الباحثون ان الصيام لفترات زمنية محددة يزيد من قدرتهم على الاستيعاب والانتباه والحفظ، وذلك لأن الصوم ينقي الدم من السموم المتراكمة فيه على مدار العام، وبالتالي يصل الدم إلى الرأس خاليا من كل السموم التي تعوق عملية التفكير وقدرة الذكاء . واضافة إلى ذلك فإن الراحة التي يسببها الصوم لجميع الوظائف الحيوية تمد الدماغ بقوة اكبر تساعد على التفكير بشكل أفضل . وقد ثبت علميا ان الصوم يؤدي إلى صفاء الذهن وينشط الذاكرة ويزيد من حدة الذكاء . وهناك حالات من ضعف البصر تحسنت بدرجة كبيرة اثناء الصوم لفترات محدودة تتراوح بين عشرين واربعين يوما . اما الصوم لمدة طويلة جداً وبدون توقف فقد يضعف حاسة البصر، ولذلك نهانا رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم من صوم الدهر ونهانا ايضا عن مواصلة الصوم لبعد أذان المغرب، فاتباع السنة المطهرة في الصوم من التعجيل بالإفطار ، ويفضل البدء بالتمر ثم تناول طعام السحور قبل الفجر مباشرة كل هذا من شأنه ان يحسن الصحة النفسية والجسدية والعقلية ، وإهمال اي نصيحة من النصائح النبوية قد يؤدي إلى أضرار كثيرة . يساعد الصوم ايضا على زيادة كفاءة حاسة اللمس والشم والسمع ، وقد يرجع ذلك إلى التحسن الشامل للجملة العصبية اثناء الصوم. إذن فالصوم يزيد من حدة القدرات العقلية، ويقوي الحواس – والتي يحتاج الطالب إلى بعضها اثناء دراسته. ومعروف علميا ان المعدة عندما تمتلئ بالطعام فإنها تسحب نسبة كبيرة من الدماء لكي تقوم بعملية الهضم، وهذه الدماء المسحوبة تؤثر على جميع الاعمال الحيوية التي تجري في الجسم خاصة على عمل المخ، ولذلك نشعر بالكسل والخمول بعد تناولنا لوجبة ثقيلة، ويأتي الصوم ليفرغ المعدة من الطعام – بعد عدة ساعات من الصوم – وبالتالي تنشط جميع العمليات الحيوية في الجسد خاصة بالدماغ وصدق من قال "البطنة مذهبة للفطنة مدعاة للسقمة" . إنها دعوة لاتباع هدى نبينا محمد صلى الله عليه وسلم لننال السعادة في الدارين.