14 نوفمبر 2025

تسجيل

قطرُ والـمونديالُ في مواقع التواصل الاجتماعي

22 مايو 2014

في مواقع التواصل الاجتماعي عالَـمٌ افتراضيُّ قائمٌ بذاتِـهِ، منفصلٌ بلغتِـهِ وخطابِـهِ عمَّا اعتدناهُ. والـمتابعةُ الدقيقةُ له تكشفُ عن التَّـوَجُّهاتِ الحقيقيةِ للشعوبِ بعيداً عن الصحافةِ والإعلام في عالـمِـنا العربيِّ الَّلذين ينطقانِ بأشياء أخرى لا صِـلَـة حقيقية لها بهذه التَّـوَجُّهات. تابعتُ طويلاً ما يُقالُ عن بلادِنا في تلك الـمواقع فوجدتُـهُ مغايراً لِـما توقعتُـهُ، إذ كنتُ أظنُّ أنَّ معظمَ ما يُكتبُ فيه هجومٌ علينا، لكنني، والحمد لله، كنتُ مخطئاً. ففي الجانبِ الـمونديالي، هناك تعاطفٌ شعبيٌّ عربيٌّ يفوقُ بمراحل ما تُعلنُهُ الدولُ العربيةُ بصورةٍ رسميةٍ. فعلى سبيلِ الـمثالِ لا الحَصْـر، يُعربُ أشقاؤنا السعوديون والكويتيون في معظمِ منشوراتِـهِـم الفيسبوكية وتغريداتِـهِـم عن تمنياتٍ طيبةٍ ورغباتٍ صادقةٍ في نجاحِ تنظيمِنا للمونديالِ، والأشقاء الـمغاربة، وخاصةٍ الـموريتانيين، متحمسون لما يقوم به أشقاؤهم القطريون في مشرقِ الوطنِ العربيّ. إلا أنَّ ما لفتَ انتباهي بشدةٍ هو دخولُ التأثيرِ الإيجابيِّ لسياسةِ بلادِنا، وشخصية سمو الأمير الـمفدى، في شريحةٍ كبيرةٍ من أشقائنا العربِ، بحيث صار الـمونديالُ قضيةً وإنجازاً عربيينِ، تشرفَّت بلادُنا بتمثيلِ الأمةِ في تنظيمِـهِ وإقامتِـهِ. فرغم غيابِ شبابِنا عن مواقعِ التواصلِ الاجتماعي العربيةِ، إلا أنَّ مواقف بلادِنا الداعمةَ والـمُنحازةَ للشعوبِ، كانتِ الدِّرْعَ التي صَدَّت وتصدُّ كثيراً من الحملاتِ الـمُغرضةِ علينا، ففي صفوفِ مرتادي الـمواقعِ مُنصفونَ كُـثْـر يحرصون على تَبيين فضائلِـنا، ويتحدثون عن كونِ اختلافاتِـهِـم معنا في بعضِ التفاصيلِ السياسيةِ لا يعني أبداً عدم تثمينهم لسياساتِنا الخارجيةِ في مُجملِـها. وهؤلاء الأشقاءُ كانوا لسانَ حالِنا في مواجهةِ الذين حاولوا الـمَسَّ بنا بهدفِ تعطيلِ مسيرتِنا الـموندياليةِ، فوقفوا بصلابةٍ ينافحون عن جدارتنا وأهليَّـتِنا لإقامة الـمونديال، بل إنهم كانوا يتحدثون بصراحةٍ عن محاولاتِ بعضِ أشقائنا لتقييدِ سيادتنا عَـبْرَ التباكي على ما يحدثُ للعمالِ في مشاريعنا الـموندياليةِ الضخمةِ. أما سمو الأمير الـمفدى، شخصاً وشخصيةً اعتباريةً ساميةً، فإنَّ كونَـه شاباً بشوشاً ذا خُلقٍ رفيعٍ، كما يُوصفُ في بعضِ الـمنشوراتِ، أضعفَ بشدةٍ الهجومَ الـمُسِـفَّ اللا أخلاقيَّ على بلادِنا وشخصياتِنا الاعتباريةِ ذات الـمكانةِ الرفيعةِ رسمياً وشعبياً. بل وأسهمَ في رَبْـطِ الـمونديالِ بشخص سموه في بعضِ منشورات تحدثتْ عن الأخلاقِ العربيةِ التي دنسَها مَن يحاولون عبثاً تعطيلَ جهودنا الـموندياليةِ. لا نقولُ إنَّ الصفحات تخلو من حملاتٍ علينا، لكنها تظلُّ في إطارٍ من الشتائم والسِّبابِ لا يستحقُّ منا الالتفاتَ إليه، ولا تصل لـمستوى التأييدِ الشعبيِّ الغالبِ على الـمنشوراتِ. وهنا، أدعو شبابَنا القطريَّ من الجنسينِ، لدخول مواقع التواصل الاجتماعي واكتساب مهاراتِ النقاشِ الهادئ والتعامل مع مجاميع بشرية متعددة الرؤى والأفكار، كنوعٍ من استعداداتِنا للقيامِ بأعباء التواصلِ مع جماهير غفيرةٍ خلال مونديالي اليد 2015م، والقدمِ 2022م. كلمة أخيرة:ستظلُّ قطرُ قامةً منتصبةً بأميرِها وشعبها واعتزازها بعروبتِـها وأمتِـها، وستظلُّ تُنادي أنَّ الـمونديالَ إنجازٌ عربيٌّ تَشَرَّفَـتْ بهِ.