07 نوفمبر 2025
تسجيلأنا أُشبه الراتب بالطائر الكبير الذي يأتي كل شهر وينتظر صاحبه قدومه بفارغ الصبر، وخاصةً إذا كان راتبه يتيما لا مثنى ولا ثلاث ولا رُباع حاله كحال البعض ممن تتنزل عليهم بركات بني البشر -طبعاً بعد الله جل شأنه وتنزه عن كل نقص- وهذا الطائر ينتظره الكثيرون من الصيادين فيمر على أوريدو وتصيبه طلقة وتنتف بعضا من ريشه، ولكن يواصل الطيران فيطلق عليه حارس الطريق -لا حرمنا الله من أنواره البهية- وتلتصق به رسالة مطراش "سدد المخالفات فلقد أوشك الشهر على الانتهاء وسوف تدفع المخالفة كاملة"!. ومن ثَم يُصاب بجرح ولكن غير قاتل فيواصل الطيران لكن على ارتفاع منخفض فيضربه المدرس بعلبة الهندسة ويذكره بحساب الدروس الخصوصية وينتف هو الآخر بعضاً من ريشه، ويواصل الطيران لكن بصعوبة ليست بالغة، وتأتيه رسالة من التنمية تفيد بقطع راتب الوالد المتوفى وشرط استمراره بحالتين وجود الزوجة على قيد الحياة أو عنده أطفال قُصر فغير ذلك تسترجع الدولة الراتب بعد أن كان يؤمن له غطاء اقتصاديا إلى نهاية الشهر. ومن ثم يواصل طيرانه ويحط فيضربه الابن بقطعة مفك براغي يريد تركيب تواير بالون يروح سيلين الله يكفيه شر الحوادث التي أصبحت مشكلة كبيرة تحصد أرواح الشباب! ومن ثَم تصله رسالة خصم قسط قرض البنك مال سفره الصيف الماضي ومن ثم ترى الطائر المسكين أم العيال فتضربه ضربةً قاضيةً بعد أن فقد معظم ريشه وصار هزيلا تريد أن تدفع للخياط حق جلابيات شهر رمضان وتريد أن تشتري ذهبا لكي يتماشى مع ديكور الجلابية. ويخر الطائر المسكين صريعاً بلا حراك فما زال عليه أن يذهب إلى مكتب القطرية ولكن ما وصل إلى هناك وسأل عن الحجز حتى أحرقته نار الأسعار فهرب مسرعا وتذكر تذاكر الوظيفة قبل التقاعد والتي ما زال البعض يأخذها إلى يومنا هذا مع الراتب كاملا بحجة خبير في ماذا؟ الله أعلم لكن يبقى الأمل في الوالدة أطال الله في عمرها لربما لديها فائض من راتب الشؤون؟. [email protected]