09 نوفمبر 2025

تسجيل

الصحافة.. تحتضن الصغار

22 مارس 2015

بالرغم من الانتشار الكبير والواسع لمختلف الأجهزة الإعلامية وبالتحديد الفضائيات التي اقتحمت بيوتنا وأقلقت نومنا وسكوننا وعقول أبنائنا وبناتنا بمختلف ما تقدمه من مواد أغلبها لا تصلح لواقعنا العربي.. وبالرغم من التقدم التقني الكبير ووسائل التواصل المتعددة بالرغم من كل شيء تبقى كلمة (مطبوعة) لها سحرها الخاص في قلوب الصغار، وبالرغم من أهمية تأثير الصحافة في حياة أبنائنا فإن قليلين هم الذين أَولَوا صحافة الطفل اهتماماً؛ فما زال الاهتمام بها في دائرة ضيقة جداً وإن كانت هناك صحف خاصة بالأطفال فهي للأسف لا تنتشر بالشكل المطلوب وبالتالي لاتصل إلا إلى عدد قليل، الصحافة كما يقول أحد الباحثين في مجال الطفولة هي الوسيلة الأُولَى للتدريب على الاستفادة من الإعلام وعلى متابعة الأحداث، بل هي مدخل الأطفال إلى القراءة الحرة. فالصحافة مدرسة إذا أُحسِن استخدامها على نطاق واسع. فالكلمة المطبوعة لها سحرها ومذاقها لدى الأطفال إذا ما اقترنت بالصورة الملونة وحُسْن إخراجها وتحريرها باعتبارها أحد مجالات التدريب على المشاهدة والاطلاع لدى الطفل؛ فصحافة الأطفال (شكلاً ومضموناً) مرآة لتقدُّم أصحابها، والاهتمام بها سمة حضارية. لذا نتطلع إليها وإلى الأخذ بيدها لتكون وسيلة إعلام وأسلوب ثقافة. ولو أردنا أن نتناول حتى مجلات الأطفال في بلدان العالم العربي، نجد أنها صحافة غير مستقرة؛ فبعضها يصدر ثم يحتجب عن الصدور لأسباب متعددة. وفي مقابل الكم المحدود للغاية في صحافة الأطفال في الوطن العربي، نجد هناك سيلاً متدفقاً لصحافة الأطفال في الغرب تلك التي يُقبِل عليها العرب؛ فهناك 400 مجلة للأطفال في الولايات المتحدة الأمريكية ونحو 100 مجلة للأطفال في إنجلترا و 17 مجلـة في ألمانيا، ذلك حسب الإحصائيات التي اطلعت عليها من خلال جهود بعض المهتمين والمجتهدين في هذا المجال بينما لا يوجد غير أقل من عشر مجلات تصدر في بلدان العالم العربي، وهي لا تكفي لعشرات الملايين من الأطفال العرب، ومن الضروري جدا أن يشارك الأطفال في إصدار بعض الصحف المدرسية ومن الضروري دعمها وتشجيعها من قِبَل المؤسسات التعليمية. مع ضرورة دراسة مدى تطورها بشرط فالمدرسة دوما هي صاحبة البذرة الأولى التي تنبت في نفوس الأبناء في أي مجال كان، صحافة الطفل سلاحنا الوحيد في مواجهة الإخطار الإعلامية المختلفة التي تهدد عقول أبنائنا فليتنا نهتم بشكل أكبر ونصدر هذا الاهتمام إلى الجميع.