17 نوفمبر 2025

تسجيل

ما أحلمك!

22 فبراير 2016

يا ربنا على من ضيّع الصلوات وما زال يؤخرها عن وقتها، وعلى من نام عن صلاة الفجر ولم يؤدها في وقتها مع جماعة المسجد وهو عازم على ألاّ يقوم، وإذا به ينهض من فراشه لوقت العمل أو لموعد ما، وقد أنعمت عليه يا ربنا ورددت إليه روحه ليسعى في الأرض لطلب رزقه الذي كتبته له. ما أحلمك!.ما أحلمك على من ضيّع حقوق الناس وأكل أموالهم! ويعلم أنه لن يردها لهم، ويمهله لعله يستيقظ قلبه ويعود إلى رشده ويرجعها إليهم ويردها إلى مستحقيها.ما أحلمك على من تلاعب بالأموال العامة! وأطعم أهله وأولاده الحرام منها، وهو ما زال آمنا في سربه.ما أحلمك على من سجن وطغى وبغى وآذى العلماء والدعاة في كل مكان وأهل الخير الذين يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر بالتي هي أحسن! وهو يعلم أنهم دعاة صلاح وإصلاح وخير ومحبة لمجتمعهم وأمتهم وللإنسانية جمعاء، وهو ما يزال يستيقظ ويأكل ويتحرك في أرض الله لعله يرجع عن هذا العمل المشين، ما أحلمك يا ربنا عليه وعلى من زين له!. ما أحلمك يا ربنا على الظالمين والطغاة المتجبرين في الأرض! الذين يفسدون فيها ويكثرون فيها القتل وسفك الدماء ليل نهار، فقط دماء المسلمين التي تسيل على أرض سورية والعراق واليمن وبورما وعلى الأرض المباركة فلسطين.ما أحلمك يا ربنا على هؤلاء المجرمين الروس وأعوانهم من الباطنيين ودولة الباطل والتفريق بين المسلمين وأدعياء المقاومة المزيفة والفرق الضالة التي باعت ووضعت مصائرها في أيدي هؤلاء الأنجاس القتلة وتنصلت عن مجتمعاتها وعن أمتها وأوطانها وجيرانها. ما أحلمك عليهم!.ما أحلمك يا الله على من انقض كالوحش على شرعية اختارها الشعب بأمن وأمان!، فإذا هو يبطش بالشعب ويقمع إرادته ويسحق حريته ويفقر شعباً بأكمله إلاّ من يطبل له ويرفع عقيرته من أجله. ما أحلمك يا ربنا عليه وعلى كل من ركن إليه!. فإلى متى في غيهم وغفلتهم يعمهون؟ الضربة القاضية ستأتيهم عاجلاً أو آجلاً "ولا تحسبنّ الله غافلاً عمّا يعمل الظالمون". ونحن على يقين تام وهذه من سننه -سبحانه وتعالى- أنه يمهل هؤلاء وغيرهم ممن تطاول على العباد وهدّم البلاد وتجاوز الحد وبالغ في هذا التجاوز ولا يهمل. فما هي إلاّ أيام معدودة قصرت أم طالت، فإنهم يقضونها في إمهال الله القوي القادر وحلمه عليهم، قال تعالى "فلا تَعْجَل عَلَيْهِمْ إِنَّمَا نَعُدّ لَهُمْ عَدًّا". قال مسعر بن كدام -رحمه الله "أناة الله حيّرت قلوب المظلومين، وحلم الله بسط آمال الظالمين". ما أعظمك يالله!."ومضة"قال بعض الحكماء "اذكر عند الظلم عدل الله فيك، وعند القدرة قدرة الله عليك، لا يعجبك رَحْبُ الذراعين سفَّاكُ الدماء -لا يعجبك طول بقائه- فإن له قاتلاً لا يموت". فهل أحد أحلم من الله سبحانه وتعالى؟ فتأمل.