15 نوفمبر 2025

تسجيل

يا ليتنا نكون مثل سيينا

22 فبراير 2013

رغم تطور كرة القدم في بعض الدول العربية ودخول عالم الاحتراف منذ عدة سنوات من الآن لدى معظم الدول الناطقة بحرف "الضاد" ووصول بعض عقود اللاعبين المنتقلين إلى أرقام كبيرة بالنسبة لنا وازدياد متابعة الدوريات المحلية، ليس فقط في الدولة، بل حتى خارجها والمدخول الكبير الذي نجنيه من قبل الشركات الراعية والداعمة لبطولاتنا المحلية إلا أنه تبقى معضلة العزوف الجماهيري واحدة من أهم المعضلات التي تعانيها الملاعب العربية عموما أينما ذهبنا وباستثناء بعض المباريات النهائية أو الجماهيرية بالدرجة الأولى، وهو ما يدلل على عدم وجود حتى الآن ما يسمى بالثقافة الكروية لدينا كما هو متواجد في القارة الأوروبية صاحبة منشأ لعبة كرة القدم منذ ما يزيد على القرن ونصف القرن من الآن. فخلال متابعتي منذ أيام لإحدى مباريات الدوري الإيطالي لـ"سيري أ" ما بين ناديي سيينا ولاتسيو روما لم يكن غريبا علي أن أشاهد مدى المؤازرة الكبيرة والتشجيع للفريق صاحب الأرض سيينا رغم كون النادي كان قبل المباراة يحتل المرتبة الأخيرة في الدوري قبل أن يحقق فوزا مبهرا على فريق العاصمة والمنافس على المراكز المتقدمة بثلاثية من دون رد وسط بروز وتألق نجم الفريق السويسري إينوسينت اميغارا ذي الأصول النيجيرية الذي سجل هدفين في اللقاء ولقي تحية كبيرة وتصفيقا شديدا من قبل جماهير النادي عند خروجه من الملعب بعد تبديله في الدقائق الأخيرة من المباراة. من خلال هذا المثال والذي يعتبر شبيها للكثير من الأمثلة في الملاعب الأوروبية، نستخلص مدى عشق الأوروبيين لفرقهم وحتى قدومهم إلى الملعب مع عائلاتهم للوقوف ومساندة فرقهم ليس فقط في وسط الانتصارات، بل حتى في أصعب اللحظات التي من الممكن أن تمر بها فرقهم.. هنا قلت مع نفسي وأنا أتابع لقاء سيينا ولاتسيو: يا ليتنا في الوطن العربي نكون مثل سيينا...