10 نوفمبر 2025
تسجيلقدر لي زيارة ماليزيا في سابق الأعوام وجذب انتباهي طوابير من الأطفال الإناث دون السابعة من العمر يتجولون في الحدائق العامة في صحبة معلميهن ومرشداتهن زي موحد جميل لابد أن يسترعي انتباه السائحين أو الزائرين يغطي الرأس بإيشارب جميل، يسرن هؤلاء الفتيات في جماعات صغيرة منتظمة. تابعت سيرهن حتى النهاية لعلي أعلم ما يهدفون إليه من هذه الجماعات المتعددة. قيل لي إن جميع مدارس الأطفال لهم يومان في الأسبوع يذهبون إلى الحدائق العامة لتلقي دروسهم، وليلاحظوا تنسيق الزهور وتقليم الأغصان ثم يتجمعون قبل طلوعهم الحافلات في صفوف منتظمة يرددون النشيد الوطني ويهتفون بحياة ماليزيا دولة متحدة قوية، ويهتفون تمجيدا للمزارعين والعمال وجهودهم لتكون ماليزيا حرة مستقلة فاعلة. في هذه الدولة الآسيوية يرفض سائق سيارة الأجرة (التاكسي) إركاب أي عدد خارج السيارة ولو كان طفلا يزيد عمره على ثلاث سنوات، لم أشاهد مخالفة مرور واحدة. في المنطقة التي بنيت فيها وزارات ومصالح الدولة الاتحادية الناس منتظمون في سيرهم وحركاتهم لا أصوات مرتفعة ولا ضجيج، الناس في أعمالهم منذ الصباح. ( 2 ) بالأمس هاتفني صديق عائد من ماليزيا وأخذ يتغنى بذلك البلد جامعات ومدارس وسلوك الناس وقال فيما قال لي إن أقاربه الذين يعيشون في ماليزيا طلبا للعلم أو باحثين عن الرزق بعد أن قطعت أرزاقهم في بلدهم العربي الذي كانت جامعاته ومدارسه ومعاهدة لا ينافسها أي مجمع تعليمي في الوطن العربي إلى الحد الذي لا تشكل الأمية فيه أكثر من 5% واليوم أصبحت الأمية في دولتهم المحتلة العراق تشكل أكثر من 60%. حدثني نقلا عن أهل وطنه الذين يعيشون في ماليزيا أن الدوائر الحكومية في كل ماليزيا يكون جميع موظفي الوزارات والمؤسسات والمصالح الحكومية قد اكتمل تواجدهم في مقار أعمالهم في الصباح، وقال: إن لكل من هذه المؤسسات إذاعة داخل الوزارة، وقبل بدء العمل في الصباح تفتتح إذاعة الوزارة يوم العمل بتلاوة سورة الفاتحة ثم الدعاء بأن يكون يومهم يوم خير وعطاء وتوفيق في خدمة الوطن ثم تفتح الأبواب للمراجعين لتلك المؤسسات. ما أعظم هذا التقليد وما أنفعه فهل يمكن أن نحذو حذوه. ( 2 ) وزارة الداخلية في بلادنا قطر أصدرت تشريعات تنظم السير في كل أنحاء الدولة وانتشر رجال المرور لمراقبة تنفيذ تلك اللوائح والتشريعات في معظم الشوارع وانتظم الناس في تطبيق تلك القوانين واللوائح. لكن الملاحظ هذه الأيام بوجه عام أن تلك اللوائح والقوانين لم تعد تنفذ كما أرادت الدولة، بل هناك مخالفات مميتة، أسوق بعض الأمثلة فمثلا : لم يعد السائقون يلتزمون بعدم الدخول في مربع التقاطع ما لم يجد مكانا لسيارته خارج المربع الأمر الذي يحدث زحام وتعطيل السير بطريقة مزعجة. في الجانب الأيمن من بعض الشوارع خط متصل باللون الأبيض يعني في لغة المرور ممنوع السير في هذا المسار لأنه محجوز لمرور الطوارئ أو سيارات الدفاع المدني، ولكننا نجد عدم الالتزام بتلك التعليمات، هناك من يركب الأرصفة لينتقل من مسار إلى آخر مضاد وهذه تتم داخل الأحياء وهي تشكل خطورة على سلامة المشاه. مع الأسف إن معظم من يخالف لوائح المرور هم مواطنون والمفروض أنه أول من يلتزم بتنفيذ قوانين المرور هم نحن المواطنين كي يلتزم إخواننا الذين يقيمون معنا على هذه الأرض الطيبة بتلك اللوائح والأنظمة، بعض المواطنين والمواطنات الذين لا يقودون سياراتهم لكنهم في معية السائق الآسيوي هم الذين يوجهون السائق بارتكاب مخالفة قواعد السير ثم تصبح عادة عنده. لهذه الأسباب وغيرها نطالب إدارة المرور بتسيير دوريات طيارة أي متنقلة لرصد هذه المخالفات وتطبيق العقوبات الواردة في نظام المرور. إن الأمم يقاس تقدمها ورقيها إلى جانب أمور أخرى، برصد مزاجها النفسي عن طريق رصد حركة السير والالتزام بقواعد المرور. كنت في العام الماضي في زيارة إلى مدينة بريطانية وخرجت لممارسة المشي في الصباح فوجدت عند إشارة المرور رجلا وزوجته مسنين يقفان عند إشارة المرور ( الإشارة حمراء ) تحت المطر فقطعتها مواصلا سيري فصرخا عليَّ محتجين على قطعي إشارة المرور عدت إليهما معتذرا وقلت الطريق خال من السيارات فقالا ولو كان خاليا من السيارات يجب احترام قوانين البلاد وأنظمتها. آخر القول: قدمت اعتذاري الشديد لذلك الرجل الإنجليزي وزوجته عن مخالفتي لقواعد المرور ولو على قدمي.. فهل يفعل أهل بلدي كما فعل المواطن البريطاني معي.. أتمنى ذلك.