05 نوفمبر 2025

تسجيل

دقت ساعة العمل الوطني

21 ديسمبر 2010

ما هو الدور الذي يجب علينا جميعا أن نؤديه لإنجاح تلك التظاهرة العالمية ؟ بالأمس القريب عبر الشعب القطري والمقيمون العرب على ترابنا الوطني عن فرحتهم وشاركونا احتفالاتنا باليوم الوطني لدولة قطر ، أشعار قيلت وأهازيج نظمت ومقالات سطرت وأغان لحنت وبرقيات توالت على الديوان الأميري تحمل التهاني وتجدد البيعة لمؤسس دولة قطر الحديثة الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني . نعم كان يوما لم يكن مسبوقا في تاريخ قطر. جاء يوم العيد ليوافق فرحة أخرى لا سابق لها في تاريخ هذه الدولة الفتية إنها فرحت فوزنا على الكبار وعن طريق التصويت السري (أمريكا ، اليابان ، أستراليا ، وكوريا الجنوبية ) بتنظيم مونديال عام 2022. بعد هذه الاحتفالات الواسعة النطاق باليوم الوطني والفوز المؤزر بتكليفنا بتنظيم مباريات كأس العالم المشار إليها أعلاه نحتاج إلى وقفة تأمل فيما سنفعل من هذا اليوم إلى اليوم الذي يكتمل فيه حضور فرق كأس العالم لكرة القدم عام 2022 والمشجعين والمحبين لهذه التظاهرة العالمية . ما هو الدور الذي يجب علينا جميعا أن نؤديه لإنجاح تلك التظاهرة العالمية ؟ أولا : في جانب المؤسسات الرسمية : كلنا يعرف بأن أمم ستفد إلينا من دول مختلفة مصحوبة بثقافتها وسلوكها الاجتماعي ومظاهرها المتمثل في الزى وما في حكمة ، هنا يتطلب موقف فعال من وسائل الإعلام من الآن الإعداد الشامل لاستيعاب تلك السلوكيات واعتبارها ظاهرة عابرة لن تبقى معنا لفترة زمنية طويلة . في الجانب الاقتصادي فالكل يعلم أن هناك مشاريع ضخمة تخص البنية التحتية والكل يتطلع إلى أن يكون له نصيب من العائد على تلك المشاريع . معروف أن شركات عالمية ضخمة ستتولى الجانب الأكبر من تنفيذ تلك المشاريع ، ولا غبار على ذلك لأن شركاتنا المحلية قد لا تكون لديها الخبرة والمهارات المطلوبة ، لكن ما أعنيه هنا أن يسير دمج معظم الشركات العاملة في مجال البنية التحتية كرديف للشركات العالمية لتكتسب منها الخبرات والمهارات لتكون لنا رصيد وطني نستدعيه في أي مناسبة قادمة . بعض الشركات العالمية الكبرى تشترط إحضار معظم عمالتها من بلاد المنشأ ولا أقصد المديرين والمهندسين والفنيين لكني أقصد العمالة اليدوية ، في هذه الحالة فإني أرجو إشراك الشعوب العربية التي شاركتنا الفرحة بفوزنا على غيرنا بتنظيم مباريات كأس العالم لكرة القدم . نريد الوطن العربي ممثلا بعمالة عربية على الأقل تشاركنا في البناء والتعمير انطلاقا من قولنا بأن فوز قطر هو فوز للعرب أجمعين . نتمنى أن تكلف الشركات الوافدة بأن تأخذ حاجتها من السوق المحلي والأسواق العربية وأن يكون استيراد جميع حاجاتها عبر شركات وطنية على أن تحافظ هذه الشركات الوطنية على سرعة الاستجابة لحاجة تلك الشركات وكبح جماح التضخم في الأسعار حتى لا يتضرر المواطن البسيط . لا شك بأن سرعة الإنجاز امر حتمي لنفي بكل وعودنا للعالم التي قطعناها على أنفسنا في الوقت المحدد ، لكن سرعة الإنجاز تلك لا يجب أن تكون على حساب الجودة . يجب أن نأخذ في الاعتبار أننا نبني لحضارة ممتدة سواء في المجال الرياضي أو غيره من المجالات ولا نبني لمناسبة معينة . لقد مرت البلاد بتجربة تنظيم دورة (الآسيان) ورأينا بأم العين النجاح والاختلال في إنجاز البنية التحتية لتلك المناسبة فمن الواجب الوطني التنبه إلى تلك السلبيات التي رافقت الإعداد لدورة الآسيان آنفة الذكر ومحاولة تجنبها. الدفاع المدني ( الإسعاف ، سيارات المطافي ، سيارات الأمن ) لا جدال بأن هذه المؤسسات تواجه صعوبات كبيرة للوصول إلى الهدف الذي طلبت من أجله ، وذلك لزحام حركة السير وكثرة السيارات وعلى ذلك فإني اقترح ونحن في دور التأسيس لبنية حضارية أبدية في البلاد تحويل البحيرة الجافة في جميع الشوارع أعني ( نزع أعمدة الكهرباء وإزالة الأشجار المزروعة في وسط الشارع وتخصيص مكانها لسيارات الدفاع المدني وسيارات الأمن العام) بمعنى آخر وكمثالى، في شارع ألوعب الممتد من إشارات السد إلى ما بعد المدينة الرياضية غربا أعمدة الكهرباء على جانبي الطريق ، وهنا يكمن اقتراحي بإزالة المنطقة الخضراء المتوسطة بين الاتجاهين وتحويلها إلى ممر لسيارات الدفاع المدني وأن تلون بلون يميزها عن لون جانبي الطريق وأن تكون محرمة على جميع السيارات عدا سيارات الدفاع المدني وقوى الأمن العام . لا جدال بأنه قد تحدث سلبيات كبيرة من الأمم التي ستستضيفها بلادنا لهذه المناسبة ، وهذه أمور متوقعة لأنها حدثت في أكثر من مناسبة كهذه المناسبة العالمية ، ومن هنا يجب تسهيل حركة قوى الأمن للوصول إلى أي مكان في يسر وسهولة وبالسرعة المطلوبة . ثانيا في جانب المواطنين: من المهم أن نظهر نحن المواطنين وإخواننا العرب بالمظهر اللائق بأمتنا العربية والإسلامية ، الالتزام الكامل بالنظام في قيادة السيارات في الشوارع العامة والفرعية ، والنظافة وأن لا نسمح لأحدنا أو من يقيم معنا في البصق من نافذة السيارة وهو واقف عند إشارات المرور أو وهو يقود سيارته ، كما أرجو أن تفرض غرامات رادعة على كل من يمارس هذا السلوك ، وكذلك رمي المخلفات من نافذة السيارة . آخر القول : علينا واجب وطني وهو أن نظهر جميعنا أمام الأمم الوافدة بأفضل ما نستطيع والله الموفق.