18 نوفمبر 2025
تسجيلgoogletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); بعيدًا عن الوجهة التي سينتقل إليها تنظيم داعش بعد معركتي الموصل العراقية والرقة السورية، يبقى هذا السؤال الذي تكرر كثيرا على مسامع الجمهور العربي والعالمي، خصوصًا بعد أن انقسم أغلب الخبراء الإستراتيجيين والمختصين بهذا التنظيم، فهناك من يرى أن "داعش" هو صنيعة دولية يراد منها تشوية صورة الإسلام الحقيقي الذي غرس بذرته رسولنا الكريم –صلى الله عليه وسلم- في وقت كانت الظلالة والجهل تسيطران على البشرية. أما الفريق الآخر فذهب إلى ما هو أبعد من ذلك من خلال إقامة الخلافة الإسلامية وفق تفسير شديد الصرامة للنصوص الدينية الإسلامية وضرب المسلمين في مقتل عن طريق إثارة النعرات الطائفية ونشر الفكر المتطرف إيديولوجيا وجغرافيا، وقد تحقق ذلك في العراق وسوريا عن طريق الحلف الصهيو إيراني. إن هزيمة التنظيم لا تمكن باستخدام القنابل والغارات الجوية حتى لو كلفه ذلك أن يفقد الأراضي التي كان يسيطر عليها، لأنه سيعاود الظهور مرة أخرى بمجرد أن تتوافر له الظروف والمناخ الملائم للعودة، لاعتماده على العقيدة المستمرة والجامدة داخل صفوف مقاتليه، بعد أن تهيئ له حواضنه وعرابوه الأرضية المناسبة له فإيران لن تهدأ حتى تزعزع استقرار المنطقة بما يضعف خصومهم الإقليميين والدوليين ويحقق لهم مشروع بناء جسر بري بين طهران وشرق المتوسط؛ ما يضمن إعادة ظهور النسخة الثانية من داعش مرة أخرى حتى ولو في صورة غير مرئية.جرت عادة التنظيم عندما يواجه حملة كبرى لاستئصال شأفته، أن يلجأ إلى سياسة الاختباء تحت الأرض، بدلا من خوض معركة ضد القوات العسكرية التقليدية، كون هذا الأسلوب القديم مَكِّن النسخة السابقة من تنظيم داعش، أي (تنظيم القاعدة) من البقاء على قيد الحياة والظهور بعدما غادرت القوات الأمريكية المحتلة للعراق عام 2010. من أبجديات الحروب أنها تنتهي بمنتصر ومهزوم، فالمنتصر يعلن انتصاره والمهزوم يقرّ بهزيمته. لكن وحدها الحرب على الإرهاب تشذّ عن القاعدة التاريخية. وكأن هذه الحرب يراد لها أن تكون حربًا مستمرة أو حربًا دائمة التجدد، وعلى فإنه الأغلب ستكون الغلبة في معركة الموصل للقوات العراقية والكردية والحشد الشعبي، لكنه في المقابل سيأتي هذا النصر بتكلفة سياسية وإنسانية مرتفعة نظرا لوجود عدد كبير من المدنيين الباقين في المدينة، كما هو الحال في مدينة الرقة السورية.إن المعركتين في الموصل والرقة تجريان وسط انشطار مذهبي وإثنيّ خطير يغذّيه تسابق خارجي على النفوذ وابتلاع ما بقي من العراق وسوريا. لأن القوات المحتشدة هناك لا تحمل فقط السلاح بل تحمل معها أيضًا المشاريع المتناقضة والمتعارضة على حد سواء، فتحرير الموصل والرقة لا يعني بالضرورة حفلة الوداع الأخيرة للتنظيم، ولا يعني وأد الإرهاب. فالخشية أن يكون السياق السياسي والأمني الذي أحيا التطرف وأنعشه وسيّده على مناطق شاسعة، لا يزال كما هو، والأعظم من ذلك أن يجري إمداده وتغذيته بكل المقويات والذرائع ليبقى على قيد الحياة، أو ليخرج برداء آخر كون المناخات لا تزال صالحة وملائمة وما أكثرها، فما الذي تغير في العراق وسوريا وفي الإقليم حتى ينسحب المتطرفون والمتزمتون؟ وهل القوى التي أسهمت بوجود المشكلة يمكن أن تكون هي صاحبة الحل أو أنها ستنقل الصراع من مرحلة إلى أخرى، خدمة لغاياتها؟.