05 نوفمبر 2025
تسجيلمنذ أكثر من عشرين عاماً اعتاد شباب قطر أن يتنزه في سيلين لممارسة هواياتهم بالتطعيس بسياراتهم ذات الدفع الرباعي والتي تتحمل الصعود والنزول في الكثبان الرملية بمنطقة سيلين، وأصبحت عادة وسياحة داخلية يمارسها الكثير من شبابنا الهاوي، وتطرق الكثير من الخبراء التربويين وناقش كل من مجلس الشورى والمجلس البلدي المركزي هذا الموضوع وبيّن خطورة وتداعيات هذه العادة السيئة التي لا يجني منها الشباب سوى الدمار وقد تُودي بحياة البعض منهم، ولكن لا حياة لمن تنادي من قبل الجهات المعنية التي من المفترض أن تتخذ قراراً بمنع ممارسة هذه الرياضة التي أصبحت بمرور الزمن لا جدوى منها سوى خسائر أرواح من شبابنا. دعونا نستمتع بمرافقنا السياحية ورغم أن سيلين يعتبر المكان الأول الذي تقصده الغالبية العظمى تقريباً من المواطنين والمقيمين في المناسبات والأعياد وفي مواسم التخييم بالبر، إلا أن الكثيرين هجروه بحثاً عن مواقع أخرى خوفاً على أنفسهم وأبنائهم من المخاطر التي يرونها ويسمعون عنها، وذلك بسبب قيام الشباب بعمل الحركات الاستعراضية وسعيهم إلى لفت الانتباه إليهم والحركات المميتة على الكثبان الرملية في وقوع الحوادث المميتة والقاتلة، والتي تتمثل في ممارسة الشباب التطعيس بتأجير الدراجات النارية (البانشات) أو السيارات، خاصة في أيام العطلات الرسمية التي تنتهزها الأسر في قضاء أوقات جميلة في هذه المناطق، بالرغم من أن الجهات المعنية تعلم بخطورة هذه الرياضة على شبابنا ولكن لم نجد أي ردود أفعال على مستوى الحدث أو مجرد التفكير في منع ممارستها، المفترض من تلك الجهات ان تُهيئ البيئة المناسبة؛ ليستمتع الناس بهذه المرافق السياحية المهمة بدلاً من بذل الجهود في اتخاذ إجراءات لدرء المخاطر من ممارسة الشباب لهذه الرياضة المميتة، فأين دور المجلس الوطني للسياحة وهو الجهة المنوط بها تنظيم مرافقنا السياحية؟، وأين توصيات إدارة المرور التي من مهامها الأساسية حفظ أرواح المجتمع وتوفير سبل السلامة المرورية بكل الوسائل المتاحة؟. اتضح بما لا يدع مجالاً للشك بأن الحلول التي طرحت في السنوات السابقة كلها باءت بالفشل، ولم يبق إلا حلان: إما المنع النهائي من ممارسة هذه الرياضة في هذا المكان ومخالفة كل من يمارس هذا النوع من الرياضة، أو التضحية بالترفيه والسياحة في هذه المنطقة ولدينا الكثير من الأماكن الترفيهية الأخرى التي وفرتها الدولة. رسالة للشباب رسالتي للشباب وهي رسالة كل أم وأب هي: يا أيها الشباب قد تكون هذه الرياضة هي المتنفس الوحيد لكم في هذه الأيام، وقد تستمتعون بأوقاتكم بممارسة هذه الهواية في معظم الأوقات، وصحيح أن الحوادث التي تحدث في الطرق العادية أكثر من الحوادث التي تقع في سيلين أيام التطعيس، ولكن هي مرة واحدة التي قد يصيبكم فيها الندم من مغامرتكم هذه وهي اللحظة التي تدخلون فيها الحزن إلى قلوب والديكم وأسركم وأقربائكم، ربما تتسبب تلك الحوادث في إصابات بليغة ينتج عنها عجز كلي أو جزئي أو أمراض قد يطول التعافي منها، وتتسبب في تكبد الأسرة المبالغ الطائلة للعلاج الطويل والمُكْلِف، وليس لي بد من أن أقول لكم: رأفة بأسركم تخلوا عن هذه المغامرات. كسرة خيرة انصح أبنائي الشباب بعدم المغامرة بسياراتهم واستخدام السيارة بهذه الطريقة حتماً سيؤدي إلى حوادث مميتة، لأن السيارة غير مصممة لدرء الحوادث، وإنما مصممة فقط للاستخدام الآمن والسير على الطرق المسفلتة المخصصة واستخدامها في الرمال والأماكن الوعرة خطأ، فإذا لم يتضرر السائق بالتأكيد سوف تتضرر السيارة، ولابد أن يعي الشباب بأن هناك أسرة تنتظرهم وسوف تتكبد الكثير في الصرف على العلاج في حال حدوث الحوادث، أو تتكبد شراء سيارة أخرى في حال الإضرار بالسيارة. فاطمة يوسف الغزال الكاتبة الصحفية والخبيرة التربوية الإيميل: [email protected]