04 نوفمبر 2025

تسجيل

عصر المرتزقة

21 سبتمبر 2020

لا شك بأن هذا العصر هو عصر المرتزقة والمطبلين والمنافقين والمزورين للواقع والحقائق، والمفسدين في الأرض، والذين أعموا قلوب وأبصار الناس، وجعلوا عليها غشاوة، لكي لا ترى الواقع على حقيقته المجردة، وحشوا أدمغة الناس بالكذب والزور والافتراء على عباد الله!، فهؤلاء صعاليك هذا العصر، وربما فاقوا الصعاليك خسة ونذالة بأفعالهم المدمرة في المجتمعات، وسحروا أعين الناس وربما الصعاليك أفضل منهم بكثير. فالمرتزقة هذا هو عصرهم الذهبي بامتياز بدون منازع، فلقد ربحوا الدنيا، وجنوا أرباحا طائلة من هذه التجارة الرابحة المغشوشة، التي أقبل عليها الكثيرون، فأصبحت من المهن المعتبرة، ومن الشهادات العلمية المرموقة، فإذا كانوا ربحوا الدنيا فلقد خسروا الآخرة، وهذا هو الخسران المبين ليس بعده ولا قبله خسران!. فكم سجن من الناس بسببهم! وكم قتل من الأبرياء بسبب تحريضهم! وكم تَغرب الناس بسبب كذبهم! وكم زرعوا من الفتن في كل مكان! وهم مثل الثعابين يغيرون جلودهم بين فترة وأخرى، فأينما تكن المصلحة تجدهم يبثون سمومهم القاتلة في المجتمعات. وقد استعان بهم الكثير من الحكومات في العالم العربي، لتجميل وجوهها حتى ولو كانت وجوههم قبيحة، نزع الله منها البركة، في ظاهرها الرحمة وفي داخلها العذاب الشديد، وحتى سحرة فرعون كانوا أفضل منهم، فعندما رأوا في يوم الزينة حية سيدنا موسى - عليه السلام - تلقف ما كانوا يأفكون، تأكل ما أتوا به من سحر عظيم، وبرغم أن فرعون قال لهم "وإنكم لمن المقربين"، فما أشبه اليوم بالأمس!. فعندما انتصر عليهم سيدنا موسى - عليه السلام - في هذا التحدي بين الحق والباطل، لما رأوا الحق "أي السحرة" نسوا وعد فرعون، ولم يكابروا كما يفعل سحرة فرعون هذا الزمان، ولكن قالوا "آمنا برب العالمين"، ولما هددهم فرعون بتقطيع أيديهم وأرجلهم من خلاف، وأنه سوف يصلبهم في جذوع النخل لم يخافوا، فقالوا "اقض ما أنت قاض * إنما تقضي هذه الحياة الدنيا". فسحرة هذا العصر برغم أنهم يعرفون الحقيقة المجردة جيداً إلا أنهم تمادوا في غيّهم من فتنة الدولار ومتاع الدنيا الزائل، فما عندكم ينفد وما عند الله باق. [email protected]