15 نوفمبر 2025
تسجيلبكل هدوء وبلا تشنج نستعرض من خلال صحيفة (عربي 21) ليوم الجمعة 14 أغسطس نقلها لهذا الاتفاق من مصادر إسرائيلية (وهو ما يضيء الحدث من زاوية المحتل)، حيث كشفت الصحيفة العبرية (إسرائيل اليوم) عن بعض التفاصيل السرية التي أدت إلى اتفاق التطبيع الكامل بين دولة الاحتلال والإمارات. وأكد تقرير نشر بصحيفة "إسرائيل اليوم" من إعداد أحد محلليها المعروفين (أرييل كهانا) أن "تحركات هادئة وعلنية" سبقت الإعلان الرسمي عما سمي رسميا "إقامة علاقات كاملة بين الإمارات وإسرائيل"، وأوضح (أرييل كهانا) أن "هذا الاختراق جاء بعد سنوات من الجهود السرية التي قادتها المؤسسة الإسرائيلية، وكان هناك خط طويل من خطوات "بناء الثقة" بين الطرفين"، كما كشف أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو المتهم بالفساد والملاحق قضائيا "زار في العامين الماضيين الإمارات مرتين على الأقل حسبما أعلن، وترجح بعض الأوساط الفلسطينية أن عدد الزيارات السرية أكثر من هاتين المعلنتين كجزء من الاتصالات (السرية) لصياغة الاتفاق، موضحا أن "الزيارات استغرقت عدة ساعات وكان يرافقه رئيس مجلس الأمن القومي ومستشاره للأمن القومي (مئير بن شبات"). وزعم كهانا أن الإعلان عن "البيان المشترك بين إسرائيل والإمارات" جاء بعد أن "وافقت إسرائيل على التخلي لفترة غير محددة من الوقت عن ضم أراض جديدة من الضفة الغربية لإسرائيل وهو ما أعلنه الجانب الإماراتي وحده، أما الجانب الإسرائيلي ومعه الجانب الأمريكي الراعي فتحدثت بياناتهما الرسمية عن مجرد "تعليق" أو كما قالت فوكس نيوز "تأجيل" وهو التنازل الوحيد الغامض الذي تعهد به رئيس الوزراء ناتنياهو"، ولفت الصحفي الإسرائيلي (كهانا) إلى أن "نتنياهو اتصل برئيس "الموساد" (يوسي كوهين) وشكره علنا في مؤتمره الصحفي على دوره في صياغة "الخطوة" مع الإمارات. تؤكد صحيفة (يديعوت أحرانوت) أنه بحسب السفير الأمريكي لدى "إسرائيل" (ديفيد فريدمان) فإن مخطط الضم "معلق"، وقال: "السيادة معلّقة، ولا أريد تحديد إلى متى"، وبيّن السفير أن "الرئيس ترامب اعترف بفرصة للتوصل إلى اتفاق بين إسرائيل والإمارات وكان علينا أن نقرر أولوياتهما وكان من المستحيل تنفيذ الأمرين (السيادة والاتفاق) في الوقت ذاته"، مؤكدا أن "هذا اتفاق سلام سيكون ذا أهمية كبيرة لإسرائيل وينبغي عدم تفويته". وفي السياق ذاته أكد نتنياهو أنه "ملزم بتطبيق القانون الإسرائيلي في الضفة الغربية، قائلا: أنا من طلب من ترامب أن يدخل السيادة في رؤية السلام (صفقة القرن)، وأنا ملتزم بها ولم أتخلّ عنها ولا يوجد تغيير في خطتي لتحقيق السيادة بالتنسيق مع الولايات المتحدة"، وأضاف: "لن ألغى الضم وأنا ملتزم بفرض السيادة الإسرائيلية في التاريخ المحدد الذي ستعود فيه الخطة إلى جدول الأعمال". ومن جهته هاجم رئيس الحكومة الفلسطينية محمد أشتية الإمارات بسبب تطبيعها مع الاحتلال، قائلا: إن الاتفاق التطبيعي خروج فاضح عن الإجماع العربي، وأكد أن تطبيع العلاقات والصلاة في الأقصى تحت السيادة الإسرائيلية مرفوضان، كما أن السيد عباس زكي عضو قيادة فتح وصف الاتفاق بالطعنة الغادرة في ظهر فلسطين والعرب أجمعين ومن جهته تحدث أحد أبرز الشخصيات المسيحية في فلسطين المحتلة الأب مانويل مسلم عضو الهيئة الإسلامية المسيحية لنصرة المقدسات وراعي كنيسة اللاتين في غزة عن اتفاق التطبيع، فقال: إن "القصة ليست تطبيعاً ولا فلسطين ولا ضما ولا أي شيء من ذلك إنما هي قصة حلف عسكري أمريكي - إسرائيلي من أجل التغلغل في شواطئ الخليج العربي لمحاصرة إيران وضرب المقاومة على امتدادها من العراق إلى سوريا إلى لبنان إلى فلسطين". وعليه فما يجري هو تحضير للحرب"، بحسب رأيه"، و نحن نسجل هذه المواقف الصادرة عن أصحاب الحق أي الفلسطينيين وهم يستغربون صمت ما يسمى جامعة الدول العربية وهي ترى خروج عضو من أعضائها عن كل إجماع عربي وأهمه خطة الملك عبدالله التي قدمت لإسرائيل اعتراف العرب الكامل بها مقابل إنهاء الاحتلال والقبول بحل الدولتين، كما نصت قرارات الأمم المتحدة! كما أن الغريب هو تأييد السعودية التي تتحمل أمانة رموز الإسلام وكذلك تأييد مصر التي عرف تاريخها بالمقاومة منذ 1947، أما البحرين فلا أحد يعتني بموقفها منذ أن ذيلها بعض قادتها لحلف الشر والخيانة!. في عاصفة هذه الأحداث المتسارعة سجل الرأي العام العربي والعالمي صمود دولة قطر وثباتها على دبلوماسية القيم والمبادئ بفضل انحيازها للحق الفلسطيني وللقانون الدولي ولضمير الأمم المتحدة وهو ما يعتبر وساماً جديداً يوشح صدر حضرة صاحب السمو أميرها المفدى حفظه الله ونصر على يديه الحق.