07 نوفمبر 2025
تسجيلقل لي كيف تنظر إلى الحياة وإلى مشكلاتها وتحدياتها أقل لك من أنت ومن ستكون بمشيئة الله تعالى بعد عشرين عاما – ( إلا أن تغير تلك النظرة ) – وهذه المعلومة ليست لها علاقة بالتنجيم أو قراءة الغيب بل هي خلاصة أبحاث وتجارب أجراها علماء النفس . لقد وجد العلماء أن الطريقة التي ينظر بها الإنسان إلى الحياة وتحدياتها التي لا تنتهي وتصنع فارقاً هائلا في قدرته على مواجهة الضغوط . فإذا كنت بشكل عام تشعر في اغلب أوقاتك بالأمل والتفاؤل وتؤمن بأن هناك إلها قادرا عظيما عدلا يقف دائما بجوارك ويساندك في أصعب لحظات حياتك ويحقق لك ما تتمنى ، وأن حقك مهما طال انتظارك له ستحصل عليه إما في الدنيا أو في الآخرة فستكون ممن يتحملون مشاق الحياة بيسر وصدر رحب . الإنسان الذي ينظر دائما إلى الجانب المشرق من الحياة ويتوقع في أغلب أوقاته حدوث الخير – حتى لو طال انتظاره – هو إنسان قوي ويجدد قوته دائما بتمسكه بربه وبتعاليم دينه الحنيف ودائما ما ينظر إلى أي تجربة مؤلمة على أنها فرصة لتقربه من ربه أكثر وليتعلم منها درساً مفيداً من دروس الحياة . يحكي المفكر والكاتب المشهور جيم رون في ألبومه الصوتي The day that turn your life عن شابين كان والدهما مدمنا للخمر والمخدرات وسلوكه غاية في السوء مما أودى به إلى السجن ، الشاب الأول سلك نفس سلوك أبيه متعللا بأنه ما دام والده سيئ الخلق فلابد أن يكون مثله ، أما الآخر فأصبح أستاذا جامعيا يتسم بالخلق القويم وبسؤال الثاني عن سر نجاحه وسعادته قال :- " إنه أبي لم أرد أن أصبح مثله في يوم من الأيام " . الاثنان ابنان لرجل واحد ولكن اختلاف نظرتهما للحياة جعل بينهما اختلافاً كاختلاف الليل عن النهار . مهما اشتدت بك الأنواء والبلايا فتذكر دائما " فإن مع العسر يسرا ، إن مع العسر يسرا " صدق الله العظيم ( 5- 6 الانشراح ) .