10 نوفمبر 2025
تسجيلأعرف أنني سوف أسبح في بحر لجي يغشاه موج من فوقه موج من فوقه سحاب ظلمات بعضها فوق بعض. أعني بذلك أن الشائعة تشبه الظلمة والباحث في علم السياسة لا يسعه إلا السباحة في بحار الظلمات السياسية قبل أن تضيء الشمس الأرض ويمشي الناس في ضوء الأشعة الذهبية. من هنا أقول: لم أفتح صحيفة أو مجلة عربية أو أجنبية ولم أفتح جهاز الحاسوب في غربتي وابتعادي عن الوطن العزيز قطر أو في رحابه إلا وأقرأ أخبارا مثيرة للجدل حول تغييرات سياسية في قطر. يحدث ذلك في كل منتدى أو مؤتمر حضرته أو جلسة عامة أو خاصة الحديث عن قطر يتصدر كل المواضيع. كثيرون هم المحبون لقطر قيادة ووطنا وشعبا يمطرونني وغيري من أهل قطر كل يوم عن كل ما ينشر عن قطر سلبا فماذا يجري في قطر الصغيرة الكبيرة في حجمها ودورها؟ الحاقدون ينشرون معلومات كاذبة خاطئة بهدف النيل من قطر الوطن والقيادة والشعب، أيضاً يتمنون حدوث هزات موجعة لهذا الوطن الذي امتد دوره الفعال البناء عبر الوطن العربي. لقد قامت القيادة السياسية القطرية بوعي كامل بالدور الذي كان عليها أن تقوم به عندما تقاعس الآخرون من أجل إصلاح ما أفسدته الأهواء السياسية بين أحزاب سياسية متناحرة كما هو حال لبنان، وقامت بالكثير من عمليات التوسط بهدف المصالحة بين المتنازعين في أكثر من دولة عربية أذكر منها على سبيل المثال لا الحصر النزاعات بين الأطراف المختلفين في لبنان، وفلسطين واليمن والسودان وغير ذلك، ساهمت قطر بدور إعلامي منقطع النظير عن حال الأمة العربية في الوقت الذي تقاعس القادة العرب على مدار سبعين عاما عن إنشاء محطة إعلامية على الأقل تشرح حال أمتنا العربية والإسلامية بلغات أجنبية، وفعلت قطر ما تقاعس القادة العرب عن فعله في هذا المجال عبر محطة الجزيرة الناطقة بأكثر من لغة. كسرت دولة قطر بقيادة الأمير وولي عهده وآل بيته احتكار مصادر المعلومات الإخبارية الذي احتكرته الوكالات الدولية للأخبار وفعلا حجمت دور مراسلي وكالات الأنباء العالمية فأصبح إعلامنا مصدرا للمعلومات عن أحوال العالم العربي والإسلامي ودول العالم الثالث. كل ذلك حدث بفعل إرادة سامية رسخ واقعها سمو الأمير الشيخ حمد بن خليفة. دور قطر في حراك الربيع العربي ومساندة ذلك الحراك إعلاميا وماليا لا ينكره إلا حاقد بغيض. دور قطر مشهود في مناصرة حق الشعب العربي على امتداد جغرافية العالم العربي في حقه في الحرية والكرامة والتنمية ومحاربة الفساد لا ينكره إلا الظالمون الحاقدون. من هنا تثور الحملة الإعلامية الظالمة على هذا الوطن وقيادته بتزوير وتلفيق أخبار لا أساس لها من الصحة. ❶ في إطار ما تتناقله وكالات أنباء عالمية وعربية حول انتقال السلطة في قطر من جيل الآباء إلى جيل الأبناء يثور سؤال ما هو الخطأ في ذلك إن تم؟ ألم يقل سمو الأمير عند تسلمه مقاليد القيادة السياسة في دولة قطر في بيانه في ذلك اليوم المشهود عام 1995 " إنني ويعلم الله لم أسع لهذا المنصب حبا فيه لا والله فهو مسؤولية وأمانة ثقيلة أسأل الله سبحانه وتعالى أن يعينني، وقال أيضاً: إنني أعاهدكم أن أبذل كل ما أستطيع من جهد لرفعة هذا الوطن وتقدمه ورفاهة مواطنيه " وقد صدق في كل ما قال وهذه قطر في عهده أصبحت في دائرة الضوء العالمي معروفة في كل المحافل على امتداد العالم. أقول إذا صدقت تلك الأنباء التي يتداولها الناس في الداخل همسا وفي الخارج علنا فإن انتقال السلطة إلى جيل الشباب يسجل سابقة في التاريخ العربي المعاصر خاصة تاريخ الخليج العربي، إن انتقال السلطة في هذا المقام كما أعلم لم يكن عن ضعف أو علة أو هروبا من مواجهة الأحداث التي تمر بها أمتنا العربية وإنما عن حكمة بالغة وبعد نظر عند سموه ووعد سابق قطعه على نفسه جاء ذلك في بيانه الأول آنف الذكر. المحبون لقطر قيادة وشعبا ووطنا يتساءلون لو صدقت الإشاعات الدائرة عن تداول السلطة فهل ستتغير السياسات والمواقف من قضايا أمتنا العربية وتنحرف عن مجراها إما تشددا أو انعزالا. الرأي عندي أنه لا تغير ولا تغيير، فالحقائق أمام الجيل القادم واضحة المعالم والمنهج المتبع هو خارطة العمل السياسي والاجتماعي والمعلم أبدع في تعليم جيل المستقبل وحصنه. آخر القول: إذا ترجل الفارس فإن الراية سيحملها فارس آخر لا انكسار ولا تراجع عن المواقف. وفق الله قطر قيادة وشعبا وحماها من عاديات الزمان.