11 نوفمبر 2025
تسجيلgoogletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); يوماً وعند مرور الخادمة أمامهما، سأل الجد الحفيد: هل الخادمة ملك يمين؟ فأجابه، هذه خادمة وتعمل عندنا بأجر، وليست ملك يمين، فقاطعه الجد، ولكن هي خادمة، والإسلام يعتبر الخادمة جارية، وهي ملك اليمين، وهن زوجات حلال بلال لصاحب البيت. فـتوقف الجد عن الكلام، وأصلح جلسته مواجهاً حفيده الذي يناديه عادة يا ولد، لقد خرب الزمان بموت أشباه لقمان، وانتشر الجبّان، وقل الأمان، وبسبب حقدكم وبغضكم يا أهل هذا العصر هلك صمام الأمان، وما هذا الصمام يا جدي؟ لا تقاطعني، الصمام هن النساء سلام الله عليهن وبركاته، وأسمع باقي الكلام.والله ثم والله، إن زماننا خير من زمانكم، ووضعنا خير من وضعكم، وكان الرجل منا يدخل داره بارتياح، فيرعب الجدران بالصياح، وبكل زاوية لديه زوجة، وهن كالحمام في القن، وبكل مخدع له مهجع، وإن أراد المبيت، فلشعورهن منه عبارة، ومن عيونهن إنارة، فينادينه بتغريد الإشارة، فقال الحفيد: لكن جدي في زمانكم المرأة تستعبد وتسترهن، وبزماننا المرأة نصف الرجل وعليها ما عليه، فوجودك هنا خطأ وأتمانك على النساء بدد، ولهو في الحياة مدد، والإسلام أوصانا بهن خيرا، وألقى عليهن الريحانة لا الكهرمانة.فاشتط غضب الجد ووكز حفيده بعصاه كي يطرده من مكانه، فوقف الحفيد على رجليه وقال: حرام عليك يا جدي، أنت من القوم البائدة وقد نقلت إلينا سوءات المائدة، كيف تريدني بالنساء سوءاً، هن نسوة من الأنس مع آدم، لا الجنس كما في مصطلحاتكم المسترجلة، أو في عقولكم المستفحلة، فصرخ الجد بأعلى صوته، اغرب عن وجهي يا ضعيف البال وأسير الحال، فدواؤكم بلا محال، أنتم مركب لهن كالذلول، لاحول لها أو قوة من الفجر حتى الحلول، لكن أنا المخطئ أني هرمت لزمانكم، وعشت معكم، وتوسدت ترابكم، فبئس الناس أنتم، وبئس حق الرجل عندكم، فيا الله أمتني في الحال ولا تبقني مع هؤلاء الفاقة وعلل الناقة، فخرج الشاب وهو يتمتم، الحمد لله إنني بهذا الزمان ولست بزمانكم.