04 نوفمبر 2025
تسجيلأكثر الفئات بذلا وعطاء وتحملا للمشاق والأعباء الوظيفية، وأقل الفئات حصولا على حقهم في إجازة سنوية تكافئ مقدار ما بذلوه من جهود مضنية طوال عام دراسي مكدس بالأعباء والواجبات المهنية المرهقة، أجل إنهم المعلمون وما يتعرضون له من ضغوط نفسية وبدنية قاسية تقتضي منحهم فترات راحة كافية يفرغون خلالها شحنات عصبية وعضوية سالبة، ويتخلصون من آثار التدريس وأجوائه المثقلة بالهموم والمهام الجسام، ليجددوا نشاطهم ويعودوا أكثر حيوية ودافعية للعمل والأداء المنتج . ورغم ذلك فقد تقلص المعدل السنوي لإجازة المعلمين وحرموا من حقهم في إجازة سنوية منصفة، قياسا لحجم المعاناة المريرة التي يكابدونها كل عام في تدريس الطلبة، علاوة على أنها إجازة إجبارية محددة سلفا، بينما ينعم موظفو الدولة الآخرون بإجازات يرتبون توقيتها حسب ظروفهم ومطالبهم وليس ثمة وجه مقارنة بين المعلمين وغيرهم من حيث طبيعة العمل ومدى ما يبذلونه من جهود طوال العام .وبنظرة موضوعية فإن موظفي الدولة يحصلون على معدل 45 يوما إجازة مضافا إليها إجازة رمضان والعيدين ليبلغ معدل إجازتهم 65 يوما، لكن المعلمين تقلصت إجازتهم إلى 45 يوما فقط، وتم احتساب إجازات رمضان والعيدين ضمنها وهذه مصادرة لحقهم، أسوة ببقية موظفي الدولة بل إن مجرد مساواتهم في مقدار الإجازة يعد ظلما لهم نظرا للفارق الشاسع في طبيعة عمل كل منهم، فإن قيل إنهم يحصلون على إجازات بينية أثناء العام الدراسي فنقول إن عملهم مرتبط بحضور الطلبة من ناحية ومن ناحية أخرى فإن من حقهم الحصول على فترات راحة كافية تعوض تعبهم وجهدهم المكثف الذي يتعذر شرحه . المعلمون يحتاجون لإجازة أكثر من ذلك وتكفي الإشارة إلى أن المعلم يقف في الحصة قرابة الساعة يشرح ويراقب ويدير الصف، إضافة إلى تحضير الدروس وإعداد الوسائل وأوراق العمل وتصحيح أعمال الطلبة ودروس المشاهدة وبرامج التقديم والتعليم الإلكتروني .....إلخ وإجبارهم على الدوام في المدارس لأسبوعين إضافيين عقب انتهاء عمليات التصحيح ورصد الدرجات . وهم أكثر الفئات عرضة للأمراض العضوية والنفسية . زيادة على الإرهاق البدني والذهني المزمن . وكم ضاق المعلمون وطلابهم ذرعا بطول العام الدراسي المنهك وأين ذلك من مطلب تخفيف الأعباء عن المعلمين ؟! .ومن هنا تغدو ضرورة تقليل أيام التمدرس وتقديم موعد بدء العام الدراسي وتعديل البرنامج الزمني للاختبارات بحيث يبدأ منتصف الشهر الخامس الميلادي وتبدأ إجازة الطلبة منتصف الشهر السادس ( يونيو ) والمعلمون في نهايته، على أن يبدأ العام الدراسي للمعلمين في الأسبوع الأول من سبتمبر وللطلبة في منتصفه، ونكون بذلك قد وفينا المعلمين الكرام شيئا من قدرهم وحقهم علينا وأشعرناهم بتقديرهم المستحق مقابل ما يبذلونه ويقدمونه من جهود كبيرة وبناءة طوال العام ليعودوا أكثر نشاطا وحيوية ورغبة في العمل والعطاء وكيف نبخل عل مربي الأجيال وصانع الرجال بأيام تضاف إلى رصيده السنوي المستحق خلال فصل الصيف ؟! . تفاعل وتواصل استمعت وقرأت الرد الوارد من مركز الاتصال والإعلام بمجلس التعليم، حول ما أثير مؤخرا حول معلمات بمدرسة ابتدائية للبنات يروجن لأفكار تتعارض مع تعاليم ديننا الحنيف، كنت قد علقت عليها في مقال قريب، ومع تقديري للتجاوب الصادر عن الزملاء في مركز اتصال المجلس وتطمينه لأولياء الأمور بهذا الشأن، إلا أن الرد ناقض ذاته حين نفى حدوث ذلك التجاوز وأنه لم تصدر شكوى طوال السنوات الأربع الماضية كما ذكرت إحدى الأمهات عبر اتصالها بالإذاعة، بينما أقر في ثنايا الرد بشكوى ولية أمر على إحدى المعلمات قبل عام وتم التأكد منها، وإنهاء عقد المعلمة، وبرر الأمر أنها كانت في فترة تدريب فكيف ينفي حادثة ما، ثم يقر بها ويقدم مبررا غريبا وصفه بمرحلة تدريب !!.