09 نوفمبر 2025
تسجيلذات يوم غلف واقع الأغنية العربية صرخة غنائية عبر صوت يحمل نكهة بدوية وإيقاعاً مرتبطاً بفنون الصحراء، أطلقها مطرب مصري اسمه علي حميدة، كانت لولاكي ترنيمة الشارع في تلك الفترة، ومع أن علي حميدة المطرب قد رحل عن عالمنا، والموت حق فقد كان نموذجاً من عشرات النماذج الذين رحلوا والعوز والفقر قبل الرحيل رفيقهم، ذات يوم كانوا ملء السمع والبصر، ونجوماً في إطار لعبة الفن، وكانت الشهرة ترافق سيرتهم، ولكن دوام الحال من المحال، فقد كانت نهايتهم مع الأسف صوراً تتكرر، على سبيل المثال علي الكسار النجم الذي نافس ذات يوم نجيب الريحاني رحل كما ولد، وفي مسيرته المسرحية قدم (160) نصاً مسرحياً وعدداً من الأفلام قد بلغ (40) فيلماً. هناك نماذج حافظت على صورتها مثل عبدالوهاب، أم كلثوم وفيروز ونجوم كانت قاب قوسين أو أدنى من الموت جوعاً، ذات يوم كان عادل إمام صبياً في مسرحية للنجم فؤاد المهندس، أعتقد أنها مسرحية "السكرتير الفني"، وفي لعبة الزمن تحول النجم إلى كومبارس في فيلم من بطولة عادل إمام "خمسة باب"، في تاريخ الفن كثيرون تركوا الدنيا كما قدموا إليها، هل ترك مثلاً فريد الأطرش، عبدالحليم حافظ، سعيد صالح، فاطمة رشدي، سامية جمال، صباح، يونس شلبي وعشرات الأسماء أثماناً لأكفانهم؟، هذا هو السؤال.. نعم لا يمكن مقارنة ما يملكه مثلاً، أقول مثلاً واللهم لا حسد ما بيد محمد عبده من أموال وعقارات يوازي ثروة أي فنان آخر، في قطر لدينا من يفكر في مستقبله ويخطط لقادم الأيام ولكن بعض النماذج تعتقد أن المال والصحة والشهرة دائمة. الصديق الصحفي مفرح الشمري عندما طرح موضوع الفنان عباس البدري صاحب ترنيمة "غالي غالي لو يدرون"، كان ينام في سيارته ولولا دور الصحفي مفرح لما علم به أحد، هو كان ذات يوم يملأ المسارح شدواً، ولكن لم يفكر فيما ستأتي به الأيام!، عشرات النماذج سمعت بحكاياتهم، مثلاً عبدالفتاح القصري، صاحب "نورماندي تو" لم يجد ثمناً لكفن، وعلى ذات الإطار كانت رحلة إسماعيل ياسين، وشرفنطح وتحية كاريوكا، حتى الأسماء الكبيرة في عالم الفن والفكر، وهذا الأمر يغلف واقع العديد من النماذج في كل الأقطار العربية. ذات مرة سألوا "تايسون" كم كان يملك أمام الشهرة فحدّد رقماً خيالياً، وسألوا والآن تحلم بأن تملك كم؟، قال دون تردد "مائة دولار" يا الله، هذا الذي كان يصرف الملايين بلا وعي، اصبح أسير الحاجة لمبلغ تافه "100 دولار"!، إن مبدأ اصرف ما في الجيب يأتيك ما في الغيب، هذا الإيمان القدري بلا وعي أو تفكير يؤدي إلى طريق مسدود، كثيرون الآن في قطر يخططون لواقعهم، ولا يركنون إلى الدعة، وإن رزق الغد.. مع الغد.. وكما قلت إن العديد قد رحلوا ولا يملكون ثمناً للدواء، والآخر لا يملك ثمناً لقطعة من القماش ترافقه في رحلته الأخيرة!. [email protected]